الانتصار - العاملي - ج ٥ - الصفحة ٢٧٠
من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين) (وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه) وغيرها كثير (وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون). الروم - 33 ولم يترك الله هذه القضية العقدية للفقهاء حتى يختص بها أهل العلم، لأنها حجته على الناس جميعا، ولا تقليد في العقائد! بل بينها في أغلب مواضع القرآن وشدد عليها أكثر مما شدد على الصلاة! كيف يستقيم الإخلاص لله إذا اشترك معه غيره في الدعاء؟! أم كيف يكون الانقطاع إلى الله إذا إذا دعونا أحدا سواه؟!
أم كيف تكون مناجاة الله والتضرع له الذي أمرنا به (ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين) إن أعظم الخلق قدرا ومنزلة هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأهل بيته وأصحابه هم أعلم الناس بأمره وقدره وأطوع الناس له وم يكن يأمر أحدا منهم عند الفزع أو الكرب أو الخوف أن يستغيث به فيقول يا سيدي يا رسول الله أغثني! وهو الذي الذي ما ترك طريقا للفلاح والخير والرشاد إلا ودل أمته إليه، بل كان يأمرهم بذكر الله ودعائه، وروي عنه أنه علم ابنته الزهراء عليها السلام أن تقول (يا حي يا قيوم يا بديع السماوات والأرض لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا إلى أحدا من خلقك)..
إن الذي يملك الضر والنفع هو الله وحده، وأمرنا أن نتوجه إليه بعد أن نأخذ بالأسباب المتاحة لنا على قاعدة (إعقلها وتوكل) حتى إذا عجزت
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»
الفهرست