الانتصار - العاملي - ج ٥ - الصفحة ٢٦١
وإن قلت: إنهم لا يسمعون مناجاتك، فكيف تستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟!! كيف تتركون دعاء الذي يعلم السر وأخفى وهو معكم أينما كنتم، وتزعمون لمن دونه ما لا تعلمون؟! إن شئت الشفاعة لدعائك فأرفقه بالصلاة عليهم لأن الله يحب أن يصلي عليهم، وهو كريم، لا يجيبك لشئ هو يحبه ويترك حاجتك، ولا يرد خائبا عن بابه.
أما قولكم أنهم الوسيلة إليه، فادعائكم هذا قد نسفه الإمام السجاد نسفا في مناجاة المطيعين! هل قرأتها؟ اسمع إليه يقول (ولا وسيلة لنا إليك إلا أنت)!! نفي يتبع استثناء يفيد الحصر! كقولنا لا إله إلا الله! هذا إمامكم كما تقولون، فرد عليه إن استطعت! وكل ما ذكرته لنا أعلاه في كفة، وعبارتك الأخيرة في كفة أخرى!
قولك: (ومن الغريب أنك جعلت عنوان موضوعك الآخر أن القرآن والعترة يردون الاستغاثة بالنبي وعلي، ولم تأت بآية ولا حديث في الموضوع!
أليس هذا عجيبا؟!!)!!!!
فعلا عجيب أخ عاملي! والأعجب من هذا كله أنك لم تقرأ الموضوع أساسا! ولو كنت قد فعلت لعلمت أني أوردت لك فيه عشرين آية من كتاب الله كلها تتحدث عن دعاء الله والطلب منه! وأوردت لك فيه حديثا صحيحا عن رسول الله! وحديثا عن أمير المؤمنين! وحديثا عن السجاد! وحديثا عن الصادق عليهم السلام!!! كل هذا وتقول أني لم أت بآية أو حديث! والله لقد رأيت منك العجب!
أقول: عودا على بدء، عد إلى الموضوع أعلاه وأرجو أن تقرأه بتمعن حتى نهايته لتكفيني إعادة عرضه هنا مرة أخرى.
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»
الفهرست