الانتصار - العاملي - ج ٥ - الصفحة ٢٤١
لكن قضية (أدركني يا علي) إن كانت لغير الله فقد وقع في ظلم الشرك وحبط عمله كله، وإن كانت نيته أن يدعو الله بهذا الدعاء، فقد أساء الأدب مع الله تكلم بهراء. سألت أحد إخواننا مرة: ما هي مدلولات لا إله إلا الله؟ فقال: لا خالق إلا الله، قلت: ثم ماذا؟ فلم يحر جوابا! من مدلولاتها لا معبود في الكون بحق إلا الله، لا رازق إلا الله، لا كاشف إلا الله، لا شافي إلا الله، لا نخاف إلا الله، لا نتوكل إلا على الله، لا نسأل كشف الضر إلا الله، لا ندعوا إلا الله، لا نستعين إلا بالله.
كان المشركون يعلمون تماما من خلق السماوات والأرض ومن يخرج الحي من الميت ومن يدبر الأمر، قال تعالى: (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر، فسيقولون الله... فقل أفلا تتقون). يونس 31.
فما علتهم إذن إذا كانوا يعلمون كل هذا؟! لماذا منعوها رسول الله (ص)؟
لأنهم لم يعملوا بما علموا.
مرة أخرى، نحن نسوق هذه الأمثلة على سبيل التوضيح والتحذير ولا نقول أن إخواننا هم كهؤلاء المشركين والعياذ بالله، لكن هذا الفعل شبيه بفعلهم ذاك، ولم يعصم الله هذه الأمة من الوقوع في الشرك، ألم يقل بأبي هو وأمي (ص): (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع)؟!
نحن نقول إن الأمة غير معصومة والواجب تنبيهها وتحذيرها، وخطوات الشيطان كثيرة، تبدأ من تخفيف حدة العبادة وتقليل النوافل وتنتهي بالإشراك بالله والعياذ بالله.
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»
الفهرست