الانتصار - العاملي - ج ٥ - الصفحة ١١٤
فهو في مكانه (صلى الله عليه وآله وسلم) لا أن أشعة وجوده تفيض على العالم. لذا فإن على الجميع مخاطبته بالسلام بصيغة الحاضر. أما الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله، فقد قال الله فيهم: ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون. البقرة - 154.
الصحابة والخلفاء والأئمة كانوا يطلبون الدعاء من النبي ويتوسلون به (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد موته: أبو بكر - قال أحمد زيني دحلان في كتابه الدرر السنية في الرد على الوهابية طبع مصر صفحة 36: إن أبا بكر بعدما توفي رسول الله، قال: (اذكرنا يا محمد عند ربك ولنكن من بالك).
وعن الحافظ أبي سعيد السمعاني عن علي أبي طالب أنه قال: قدم علينا أعرابي بعدما دفنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بثلاثة أيام، فرمى بنفسه على قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحثا من ترابه على رأسه، وقال: يا رسول الله، قلت: فسمعنا قولك، ووعيت عن الله سبحانه ووعينا عنك، وكان فيما أنزل عليك (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله) الآية، وقد ظلمت وجئتك تستغفر لي، فنودي من القبر: إنه قد غفر لك (وفاء الوفاء للسمهودي ج 2 / ص 1361 عن أبي سعيد السمعاني.
(أبو عيسى الترمذي: وذكر أحمد بن زيني دحلان أيضا أن العلامة السيد محمد طاهر بن محمد بن هاشم باعلوي ذكر في كتابه مجمع الأحباب في ترجمة الإمام أبي عيسى الترمذي صاحب السنن أنه رأى في المنام أنه سأل الله عما يحفظ عليه الإيمان حتى يتوفاه وهو عليه. قال: فقال لي: قال بعد ركعتي صلاة الفجر قبل صلاة فرض الصبح (إلهي بحرمة الحسن وأخيه وجده وبنيه وجده وبنيه وأمه وأبيه نجني من الغم الذي أنا فيه يا حي يا قيوم يا ذا الجلال
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»
الفهرست