الانتصار - العاملي - ج ٤ - الصفحة ٩٩
بعبارة أخرى: لو حصل أن هناك شخصا مسلما كان يتقاتل مع كافر حربي في دولة الكفر، وأن هذا المسلم من رعايا هذه الدولة، ورآهما مسلم آخر أنهما يتقاتلان، وكان بإمكانه أن يخلصهما من هذا الاقتتال دون أن يقتل الكافر وليس في ذلك نتائج سلبية عليه، كما بإمكانه أن يقتل الكافر المستحق للقتل لعدائه وحربه للمسلمين، ولكن هناك نتائج سلبية خطيرة على هذا المسلم، فكل عاقل يقول بأنه عليه أن يسلك السبيل الأول، وهو فض الاقتتال بينهما دون اللجوء إلى القتل، ولا عاقل يقول بأنه عليه أن يختار السبيل الثاني اقتداء بموسى عليه السلام وذلك للعلم بأن نبي الله موسى وقع في خطأ واستعجل في القضاء على ذلك القبطي، وأن ذلك الفعل أدى إلى نتيجة سلبية.
فأكرر وأقول: إن المطلوب من العبد أن يقتدي بالأنبياء في غير هذا المجال، لأنه ثبت أن مثل هذا الفعل الذي حصل من النبي أدى إلى نتيجة سلبية، وأنه إن اقتدى هو به فيه سيؤدي به أيضا إلى نتائج سلبية، وما دام كذلك فلا مجال للاقتداء به. وما ذكرت من المثال عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (إذا ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوتر بثلاث وبخمس وبأحد عشر (كذا). وقولك (فنقول حسب قاعدتكم الحكيمة أنه لا يجوز الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الوتر بثلاث ركعات لأنه من قبيل خلاف الأولى لا مجال للاقتداء به فيه ولا ينبغي الاقتداء بذلك).
تقول: إنه إذا ثبت فعلا بدليل معتبر أن هذا الفعل الذي فعله النبي هو خلاف الأولى، فنقول: نعم، لا مجال للاقتداء به في هذا الفعل، لأنه خلاف الأولى وليس في ذلك أي إشكال. وحسب المثال مثلا، لو ثبت
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع: دفاعا عن الأنبياء عليهم السلام 3
2 الفصل الأول: عصمة الأنبياء ونزاهتهم عند الشيعة 5
3 الفصل الثاني: من إسرائيليات البخاري ومسلم 19
4 الفصل الثالث: مناقشات في عصمة الأنبياء عليهم السلام 37
5 الفصل الرابع: مناظرة بين التلميذ ومشارك 59
6 ردود التلميذ على أباطيل فيصل نور 189
7 الباب الخامس: دفاعا عن نبينا صلى الله عليه وآله 191
8 الفصل الأول: النبي صلى الله عليه وآله بشر لا كالبشر 193
9 الفصل الثاني: فرية الغرانيق القرشية التي استغلها أعداء الاسلام!! 233
10 ولكن البخاري ومسلما رويا فرية الغرانيق!! 240
11 الفصل الثالث: مقام عمر عند بعضهم فوق مقام النبي (ص)!! 253
12 الفصل الرابع: أبو بكر وعمر عند بعضهم أفضل من النبي (ص)!! 273
13 تراهم أشد دفاعا عن ابن تيمية منهم عن النبي صلى الله عليه وآله 279
14 حساسيتهم على عائشة أكثر منها على النبي صلى الله عليه وآله 282
15 الفصل الخامس: رد افترائهم على النبي (ص) 285
16 الفصل السادس: رد افتراءاتهم على أخلاقيات النبي صلى الله عليه وآله 349
17 آه لوجدك يا رسول الله!! 352
18 فضائح البخاري في انتقاصه لرسوله صلى الله عليه وآله 360
19 الفصل السابع: افتراؤهم على النبي (ص) أنه كان يشك في نبوته!!! 365
20 الانتحار سنة معطلة 367
21 احتجاج النصارى بمفتريات الصحاح على النبي (ص)!! 369
22 الفصل الثامن: رد ما نسبوه إلى النبي (ص) من العبوس في وجه المؤمنين!! 375
23 من وافق الشيعة من المفسرين السنيين، أو مال إلى تفسيرهم 445
24 الفصل التاسع: هل مات النبي صلى الله عليه وآله مسموما؟ 483