الانتصار - العاملي - ج ٤ - الصفحة ١٠٤
* فكتب (كميل)، الثانية صباحا:
إليكم رأي السيد الطباطبائي رحمة الله عليه حول الآية موضع الخلاف، من تفسيره الميزان في تفسير القرآن: قال عطر الله مرقده: (والمعنى فدفعه أو ضربه موسى بالوكز فمات وكان قتل خطأ، ولولا ذلك لكان من حق الكلام أن يعبر بالقتل.
وقوله: (قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين). الإشارة بهذا إلى ما وقع بينهما من الاقتتال حتى أدى إلى موت القبطي، والمعنى هذا الذي وقع من المعاداة والاقتتال من جنس العمل المنسوب إلى الشيطان أو ناشئ من عمل الشيطان فإنه هو الذي أوقع العداوة والبغضاء بينهما وأغرى على الاقتتال حتى أدى ذلك إلى مداخلة موسى وقتل القبطي بيده فأوقعه ذلك في خطر عظيم وقد كان يعلم أن الواقعة لا تبقى خفية مكتومة وأن القبط سيثورون عليه وأشرافهم وملؤهم وعلى رأسهم فرعون سينتقمون منه، فعند ذلك تنبه على أنه أخطأ في ما فعله من الوكز الذي أورده مورد الهلكة، ولا ينسب الوقوع في الخطأ إلى الله سبحانه لأنه لا يهدي إلى الحق والصواب، فقضى أن ذلك منسوب إلى الشيطان، وفعله ذاك وإن لم يكن معصية منه لوقوع خطأ وكونه دفاعا عن الإسرائيلي دفعا لكافر ظالم لكن الشيطان كما يدفع بوسوسته الإنسان في الإثم والمعصية كذلك يوقعه في أي مخالفة للصواب يقع بها في الكلفة والمشقة كما أوقع آدم وزوجه فيما أوقع من أكل الشجرة المنهية، فأدى ذلك إلى خروجهما من الجنة.
وقوله: (رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين) عهد من موسى عليه السلام أن لا يعين مجرما على إجرامه شكرا لله تعالى على ما أنعم
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع: دفاعا عن الأنبياء عليهم السلام 3
2 الفصل الأول: عصمة الأنبياء ونزاهتهم عند الشيعة 5
3 الفصل الثاني: من إسرائيليات البخاري ومسلم 19
4 الفصل الثالث: مناقشات في عصمة الأنبياء عليهم السلام 37
5 الفصل الرابع: مناظرة بين التلميذ ومشارك 59
6 ردود التلميذ على أباطيل فيصل نور 189
7 الباب الخامس: دفاعا عن نبينا صلى الله عليه وآله 191
8 الفصل الأول: النبي صلى الله عليه وآله بشر لا كالبشر 193
9 الفصل الثاني: فرية الغرانيق القرشية التي استغلها أعداء الاسلام!! 233
10 ولكن البخاري ومسلما رويا فرية الغرانيق!! 240
11 الفصل الثالث: مقام عمر عند بعضهم فوق مقام النبي (ص)!! 253
12 الفصل الرابع: أبو بكر وعمر عند بعضهم أفضل من النبي (ص)!! 273
13 تراهم أشد دفاعا عن ابن تيمية منهم عن النبي صلى الله عليه وآله 279
14 حساسيتهم على عائشة أكثر منها على النبي صلى الله عليه وآله 282
15 الفصل الخامس: رد افترائهم على النبي (ص) 285
16 الفصل السادس: رد افتراءاتهم على أخلاقيات النبي صلى الله عليه وآله 349
17 آه لوجدك يا رسول الله!! 352
18 فضائح البخاري في انتقاصه لرسوله صلى الله عليه وآله 360
19 الفصل السابع: افتراؤهم على النبي (ص) أنه كان يشك في نبوته!!! 365
20 الانتحار سنة معطلة 367
21 احتجاج النصارى بمفتريات الصحاح على النبي (ص)!! 369
22 الفصل الثامن: رد ما نسبوه إلى النبي (ص) من العبوس في وجه المؤمنين!! 375
23 من وافق الشيعة من المفسرين السنيين، أو مال إلى تفسيرهم 445
24 الفصل التاسع: هل مات النبي صلى الله عليه وآله مسموما؟ 483