* فكتب (كميل)، الثانية صباحا:
إليكم رأي السيد الطباطبائي رحمة الله عليه حول الآية موضع الخلاف، من تفسيره الميزان في تفسير القرآن: قال عطر الله مرقده: (والمعنى فدفعه أو ضربه موسى بالوكز فمات وكان قتل خطأ، ولولا ذلك لكان من حق الكلام أن يعبر بالقتل.
وقوله: (قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين). الإشارة بهذا إلى ما وقع بينهما من الاقتتال حتى أدى إلى موت القبطي، والمعنى هذا الذي وقع من المعاداة والاقتتال من جنس العمل المنسوب إلى الشيطان أو ناشئ من عمل الشيطان فإنه هو الذي أوقع العداوة والبغضاء بينهما وأغرى على الاقتتال حتى أدى ذلك إلى مداخلة موسى وقتل القبطي بيده فأوقعه ذلك في خطر عظيم وقد كان يعلم أن الواقعة لا تبقى خفية مكتومة وأن القبط سيثورون عليه وأشرافهم وملؤهم وعلى رأسهم فرعون سينتقمون منه، فعند ذلك تنبه على أنه أخطأ في ما فعله من الوكز الذي أورده مورد الهلكة، ولا ينسب الوقوع في الخطأ إلى الله سبحانه لأنه لا يهدي إلى الحق والصواب، فقضى أن ذلك منسوب إلى الشيطان، وفعله ذاك وإن لم يكن معصية منه لوقوع خطأ وكونه دفاعا عن الإسرائيلي دفعا لكافر ظالم لكن الشيطان كما يدفع بوسوسته الإنسان في الإثم والمعصية كذلك يوقعه في أي مخالفة للصواب يقع بها في الكلفة والمشقة كما أوقع آدم وزوجه فيما أوقع من أكل الشجرة المنهية، فأدى ذلك إلى خروجهما من الجنة.
وقوله: (رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين) عهد من موسى عليه السلام أن لا يعين مجرما على إجرامه شكرا لله تعالى على ما أنعم