هل تريد أن تقول ذلك؟ إذا كنت تريد أن تقول ذلك لتنقض كلامي فعليك أولا: أن تثبت أن موسى عليه السلام لم يضمر الاستثناء.
وثانيا: صحة نسبة قول ابن عباس الذي ذكرته إليه.
وثالثا: إثبات أن الله سبحانه وتعالى عاقب موسى عليه السلام بذلك بأن جعله يسعى لنصرة الإسرائيلي لأنه لم يستثني (كذا). وهنا يرد إشكال أيضا - إن كان قصدك ذلك - وهو هل أن الله سبحانه وتعالى عندما يريد أن يعاقب عبدا على شئ يجبره على فعل المعصية؟
أقول: إذا كان قصدك ذلك من إيراد قول ابن عباس هذا فردنا عليك هو هذا.
وأما إذا كان لك قصد آخر ونقض آخر لدليلنا وإشكالنا عليك فأورده وهاته.
قلت يا مشارك: (وأما نقلكم عن إمامكم المعصوم وقد روي من طرقنا أن المأمون العباسي سأل إمامنا الإمام علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن قوله تعالى: (هذا من عمل الشيطان) فأجابه الإمام الرضا عليه السلام قائلا: (الاقتتال الذي كان وقع بين الرجلين لا ما فعله موسى من قتله). فهذا من أعجب العجب.
فحبذا لو فسرت لنا كلام معصومكم؟) أقول: أولا: مما لا شك فيه ولا شبهة عندنا أن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام هو إمام معصوم وهو أحد خلفاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم الاثني عشر حسب عقيدتنا ولنا على ذلك أدلتنا.