الانتصار - العاملي - ج ٤ - الصفحة ٨٨
تارة في خلاف الرشد وإظلام الأمر، وأخرى في فساد الشئ، قال ابن فارس: (فالأول: الغي وهو خلاف الرشد والجهل بالأمر والانهماك في الباطل يقال غوى يغوي غيا... الخ. أنظر كتاب مقاييس اللغة المجلد الرابع ص 339، فلعل وصف موسى عليه السلام له بذلك يريد منه - والله العالم - أنك غير رشيد لدخولك في أكثر من خصام مع الآخرين من أمثال هؤلاء القبطيين، أو معنى آخر من معاني كلمة الغي أو الغواية، كذلك.
ولو كان قوله، أي موسى عليه السلام الذي حكاه الله لنا (فلن أكون ظهيرا للمجرمين) هو: أي ناصرا لهم كما فعلت مع المجرم اليهودي عندما ناصرته وقتلت خصمه اليهودي كما ذكرت أنت لما كرر موسى عليه السلام مناصرة اليهودي مرة أخرى. لو كان فعلا مجرما وكان إجرامه معلوما لموسى، ولما أراد مرة أخرى أن يعينه على القبطي الثاني فيبطش به.
ومن هذا نعلم أن قوله (رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين) ليس فيه دليل على ما ذهبت إليه من أنه يفيد أن اليهودي الذي من شيعته كان مجرما وأن نصرته كانت ذنبا. وأما قول موسى عليه السلام الذي حكاه الله تعالى (قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين) فيحتمل فيه أكثر من وجه: الأول: أن يكون لفظ (هذا) إشارة إلى المناقشة التي دارت بين القبطي والإسرائيلي وانتهت إلى قتل الأول وعلى هذا الوجه ليست فيه دلالة على شئ مما تذهبون إليه... وقد روي من طرقنا أن المأمون العباسي سأل إمامنا الإمام علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن قوله تعالى: (هذا من عمل الشيطان).
فأجابه الإمام الرضا عليه السلام قائلا: (الاقتتال الذي كان وقع بين الرجلين لا ما فعله موسى من قتله).
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع: دفاعا عن الأنبياء عليهم السلام 3
2 الفصل الأول: عصمة الأنبياء ونزاهتهم عند الشيعة 5
3 الفصل الثاني: من إسرائيليات البخاري ومسلم 19
4 الفصل الثالث: مناقشات في عصمة الأنبياء عليهم السلام 37
5 الفصل الرابع: مناظرة بين التلميذ ومشارك 59
6 ردود التلميذ على أباطيل فيصل نور 189
7 الباب الخامس: دفاعا عن نبينا صلى الله عليه وآله 191
8 الفصل الأول: النبي صلى الله عليه وآله بشر لا كالبشر 193
9 الفصل الثاني: فرية الغرانيق القرشية التي استغلها أعداء الاسلام!! 233
10 ولكن البخاري ومسلما رويا فرية الغرانيق!! 240
11 الفصل الثالث: مقام عمر عند بعضهم فوق مقام النبي (ص)!! 253
12 الفصل الرابع: أبو بكر وعمر عند بعضهم أفضل من النبي (ص)!! 273
13 تراهم أشد دفاعا عن ابن تيمية منهم عن النبي صلى الله عليه وآله 279
14 حساسيتهم على عائشة أكثر منها على النبي صلى الله عليه وآله 282
15 الفصل الخامس: رد افترائهم على النبي (ص) 285
16 الفصل السادس: رد افتراءاتهم على أخلاقيات النبي صلى الله عليه وآله 349
17 آه لوجدك يا رسول الله!! 352
18 فضائح البخاري في انتقاصه لرسوله صلى الله عليه وآله 360
19 الفصل السابع: افتراؤهم على النبي (ص) أنه كان يشك في نبوته!!! 365
20 الانتحار سنة معطلة 367
21 احتجاج النصارى بمفتريات الصحاح على النبي (ص)!! 369
22 الفصل الثامن: رد ما نسبوه إلى النبي (ص) من العبوس في وجه المؤمنين!! 375
23 من وافق الشيعة من المفسرين السنيين، أو مال إلى تفسيرهم 445
24 الفصل التاسع: هل مات النبي صلى الله عليه وآله مسموما؟ 483