الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٣٨
فرغ هذان الوجودان من مثل هذه الطاعة الخالصة حل بهما الهلاك، لتعارض واقعهما مع مبررات وجودهما، وخروجه عن سياق الوجود العام للكون، واعتراضه اتجاه حركته باندفاع وجودهما عكس المسار الكلي للوجود. وهذا قد يفسر ما روي عنهم (عليهم السلام) بما معنا أنه لو خلت الأرض من الإمام المعصوم لساخت بأهلها، وليس غريبا أن يكون هناك تداخل بين أفعال البشر والطبيعة المادية للوجود، والذي نراه في بعض الآيات الكريمة ومعطيات السنة الشريفة، ومثاله قوله تعالى: * (ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون) * {سورة المائدة: الآية 66}، وما أثر من السنة الشريفة " إذا ظهر الزنا كثرت الزلازل " وما أثر فيها من أن الله تعالى يدفع العذاب عن الناس بما فيهم من مؤمنين صالحين ولو كانوا قليلا، لذلك كان الله يأمر أنبياءه ومن معهم من المؤمنين بمغادرة أممهم حين يقضي عليهم بالهلاك بما قدمت أيديهم * (ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين) * {سورة يونس: الآية 103}.
حجة الإمام قائمة ولو تعطلت وظائفه بمعصية الأمة:
إن معصية الناس للمرجعية الربانية من نبي أو إمام بما يؤدي إلى تعطل في وظائفه بعضا أو كلا، كالذي حصل لكثير من مرجعيات الأمم السابقة، كما أخبرنا القرآن الكريم، وكما حصل للأئمة المعصومين (عليهم السلام) بعد وفاة خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله)، وإن كان قد
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»