الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٤٣
بتحميلهم آثار بغيهم من وقوع البأس والشدة والعذاب عليهم بأيديهم وأيدي حكامهم وأيدي عدوهم، حتى غدوا عبيدا للقوى الكافرة كما نرى منذ حين، بينما لو أنهم حققوا الطاعة المطلوبة منهم لكانوا أسياد الأرض والكون، وسيبقى هذا الحال إلى أن يؤوبوا إلى رشدهم ويلقوا معاذيرهم، ويطلبوا الخلاص من الله بأهل بيت نبيهم (صلى الله عليه وآله) وإمامهم المنصوب ربانيا، قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله.
وهل من صاحب بصيرة لا يرى اليوم كم هي الأمة الإسلامية بحاجة إلى القيادة الاستثنائية المتميزة والقائد الاستثنائي الذي يستطيع بعلمه ونزاهته وإخلاصه لله، وإدراكه المتميز لمعطيات الواقع، والذي يستصغر الحكام شأنهم أمام شأنه، فتلتف الأمة حوله بكلمة رجل واحد، ولو حصل هذا التوحد ولو بقيادة " عادية " لما اجترأ الغرب الكافر على ذبح المسلمين وهتك أعراضهم في البوسنة والهرسك وكوسوفو والشيشان وفلسطين، لكن قيادة الأمة لإخراجها إلى نور الإسلام ثانية بعد طول غياب وإصلاح شأنها وعلاج ضعفها، وحملها إلى درجة حكم الأرض المملوءة بالأمم التي امتلكت التكنولوجيا حتى سيطرت على الفضاء والأرض تحتاج إلى قيادة في مستوى المرجعيات الربانية المصدر والتي غيرت مجرى التاريخ.
على أن هذا الاحتجاب الذي هو ابتداء واستمرارا من النتائج الواقعية لمعصية الأمة وما تولد عنها من ظروف، ومن القضاء الإلهي بعقوبة الأمة المترتب على المعصية المتمادية في شأن الإسلام وشأن المرجعية الربانية، لم
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»