الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٤٩
حياته وبعد وفاته لم يهمل الحفاظ على سننه ولا على كتاب الله، فهو (صلى الله عليه وآله) قد استودع كل ذلك لدى وصيه علي (عليه السلام) وأمر الناس باتباعه، لكنهم لما تنكروا له، كان عليهم أن يعملوا برأيهم، فرفضوا القرآن الذي جمعه لهم (عليه السلام) على أسباب النزول لكي لا يختلف في التأويل، وجمعوه على النحو المعلوم، - أما السنة فبدلا من جمعها وتدوينها لكي لا يختلف فيها بعد ذلك، أحرقوها ومنعوا تداولها، ما ذلك إلا لأنها مليئة بالنصوص التي لا يمكن تأويلها فيما يخص ولاية علي وأهل البيت (عليهم السلام).
والأعجب أن يتطوع بعض المعاصرين في كتب مدرسية تدرس للناشئة والأحداث من أبنائنا الذين لا علم لهم بخلفية الأمور، بالقول (لم تسجل السنة في عهد النبي (صلى الله عليه وآله) ولم يتحمس أحد من أصحابه بعد وفاته لذلك، لكي لا تختلط بكتاب الله) فمع كل ما يحمل هذا التطوع من افتئات على التاريخ، ودون أدنى وعي لإبعاده (1)، ما هو إلا تكرار لهذا التبرير المجافي للمنطق الذي ابتدعوه لتغطية هذه الجريمة التي

(1) تأسيس هذا المعنى في عقول الناشئة يولد صعوبة في فهم ما حدث لاحقا من انحرافات وتزوير، فضلا عن أن فيه نسخ لمؤشر رئيسي على انحراف القوم بعد وفاة النبي (ص) عن أوامره في أوصيائه (ع).
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»