علي عليه السلام فيكم (١).
وأخرج السبط ابن الجوزي (٢) هذا الحديث عن أبي حامد الغزالي في كتابه سر العالمين بزيادة في الشرح والبيان فقال: قول أبي بكر على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله:
أقيلوني فلست بخيركم. قال: أفقال - أي أبو بكر - ذلك هزلا أو جدا أو امتحانا؟
فإن كان هزلا فالخلفاء منزهون عن الهزل، وإن كان جدا فهذا نقض للخلافة، وإن كان امتحانا فالصحابة لا يليق بهم الامتحان لقوله تعالى: ﴿ونزعنا ما في صدورهم من غل﴾ (3).
ولتوضيح المراد أنقل للقارئ ما ذكره متكلم أهل السنة العلامة القوشجي في بيان إقرار أبي بكر فإنه قال: وليتكم ولست بخيركم وعلي فيكم، فهذه العبارة صريحة في مسألة الخلافة كما ترى (4).
وعلى أي حال، فإن كلا العبارتين " أقيلوني " أو " وليتكم " صريحتان في اعتراف أبي بكر بأن الإمام علي عليه السلام أولى بالخلافة والولاية بعد النبي صلى الله عليه وآله، وأن طلبه الاستقالة يمكن أن يحتج به على أبي بكر ويلزمه باعترافه هذا.
وزد على ذلك أيضا أن مقولة أبي بكر حجة قاطعة وبالغة على كل من يريد التخرص بلفه ونشره الفاسد أن يقول بأولوية أبي بكر وأفضليته على علي عليه السلام وهو يريد بزعمه هذا الاغماض والتغافل عن كل الشواهد القرآنية والحديثية والتاريخية الدالة على أولوية الإمام علي عليه السلام وأحقيته للخلافة.