وما برح أن جاء علي عليه السلام يسأل عن النبي صلى الله عليه وآله فلم يدخله أنس وعذره، فرجع علي ثانية وثالثة وأنس يمنعه والنبي صلى الله عليه وآله ما زال ينتظر دخول أحب الخلق إلى الله ليأكل معه الطير ويرى أن الله قد استجاب دعاءه في علي عليه السلام (1).
2 - روى العلامة الأديب والمؤرخ ابن عبد ربه الأندلسي - المتوفى 328 - وكذلك روى المحدث الكبير الشيخ الصدوق - المتوفى 381 ه - أن المأمون أمر رئيس وزرائه وقاضي القضاة يحيى بن أكثم أن يجمع له أربعين عالما من علماء أهل السنة في بلاط الخلافة العباسية ليناظرهم في موضوع الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله وأحقية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام للخلافة.
فغدا ابن أكثم والعلماء على المأمون في صبيحة الغد وناظرهم المأمون في ذلك الموضوع محتجا ومستندا على أفضلية أمير المؤمنين علي عليه السلام بالآيات والأحاديث النبوية - الصحيحة التي نقلها واعترف بها أئمة الحديث عند أهل السنة - بشأن الإمام علي عليه السلام. وبعد الحوار والمناظرة التي دامت ساعات واحتج عليهم المأمون في بيان أفضلية الإمام علي عليه السلام وأحقيته وأولويته للخلافة على غيره خاصة الخليفتين الأولين، أذعن جميع العلماء الأربعون بذلك واعترفوا بعدم صحة خلافة غير علي عليه السلام وإن خلافتهم باطلة.
وإليك نص الاحتجاج نقلناه من العقد الفريد فاقرأه وتأمله (2).