الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٧٢
أن تلدن مثل علي ج 6 من نوادر الأثر ومع كل ذلك فهو يقول لو كان أبو عبيدة الجراح (حفار القبور) أو سالم مولى أبي حذيفة حيا لاستخلفته، أكان ذلك لوجه الله ورسوله أم خدمة لدين الله؟ أم ماذا وبعد أن أبان ماهية عثمان وأنه سوف يستبيح مال الأمة ويقسمها لآل معيط ويقسم أرض الله بين آل أمية الفاسقين وتنبأ بانقلاب الأمة عليه وقتله لأعماله تلك وغيرها بعد كل ذلك ينصبه خليفة للمسلمين فمن أجاز له الشورى على تلك المشاكلة ومن أجاز له أن يهدر دم المخالفين لنظر عبد الرحمن بن عوف، أي تدبير وأي مكيدة للإسلام والدين وأي محاربة لله ورسوله. ألهذا سموه فاروقا لأنه اقص الحق وأقام الباطل (طالع تاريخ ابن عساكر 6:
338، وميزان الاعتدال للذهبي 1: 449).
وعن أبي إسحاق أن شمر بن ذي الجوشن (قاتل الحسين السبط) من جنود آل أمية كان يصلي معنا ثم يقول: اللهم إنك شريف تحب الشرف وإنك تعلم أني شريف فاغفر لي. قلت كيف يغفر الله لك وقد أعنت على قتل ابن رسول الله، قال ويحك فكيف نصنع؟ إن أمرائنا هؤلاء أمرونا بأمر فلم نخالفهم، ولو خالفناهم كنا شر من هذه الحمر الشقاة، فهلا تعجب من هذا المنطق منطق شيعة آل أمية بل شيعة أبو بكر وعمر وعثمان الذين هيئوا لهم السلطان إذ الناس على دين ملوكهم.
وهل تخفى الحقائق على الصحابة ولكنها القدرة والسلطة والإمارة وهم يستدلون بقول أبي بكر حينما قال له طلحة في مرض موته عندما كتب عهده لعمر بالخلافة: ما تقول لربك وقد وليت علينا فظا غليظا؟ قال أبو بكر: فركت لي عينيك وركلتي عقبيك وجئتني تكفني عن رأيي وتصدني عن ديني. أقول له إذا سألني خلفت عليهم خير أهلك (روضة الناظر ص 2 لأحمد بن محمد الوتري البغدادي).
هذا هو أبو بكر الذي رد عمر في فتواه في خالد وهذا عمر الذي قال في أبي بكر لج
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»