الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٦٧
الخلافة عند العامة فالخلافة والإمامة عند العامة لا تختلف عن الملكية مهما بلغ الخليفة في الجهل والخسة والمداهنة وقلة الإحاطة بأحكام الله وسنن نبيه ومهما حادد حدود الله وخالفها فهو الحاكم المسيطر وهو بحسابهم من أولي الأمر عليهم إطاعته كما في كلمة الباقلاني في التمهيد ص 181 وفي ج 7 ص 136 في القدير فيه ترى كيف مهد السبيل لكل فاجر فاسق وحتى الكافر. أما عند المسلمين الواقعيين أولئك الذين يتبعون حكم الله وسنة نبيه وهم الذين (سمتهم المذاهب الأخرى الأربعة والنواصب) بالرافضة تسمية الأعمى بصيرا... يتبعون حكم الله وسنة نبيه هي أي الخلافة من الله ورسوله ونص منه في فرد منزه عن الرجس طاهر طهره القرآن وجعله من الصديقين أعلم وأقتى وأشجع وأبر وأنبل أهل زمانه وأقوم لحدود الله ورسوله. بل هو حبيب الله ورسوله تجب إطاعته كإطاعة الله ورسوله طبق الآية * (أطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر) * تلك التي نزلت في علي لا غيره.
بينما نرى الباقلاني والتفتازاني ومن سار على نمطهم تطهير للخلفاء مهما كانوا ومهما أحدثوا ومن كانوا لا يشترطون بالإمام أن يكون هاشميا معصوما ولا يشترطون فيه الأفضلية على من يولى عليهم وينظرهم لا تمنع الإمامة من الفاسق الجائر، فماذا إذن غير الجاهلية يا قوم.
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»