الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٧٠
عبد الرحمن بن عوف صهره وأخوه في التآخي وسعد صهر عبد الرحمن وقد وضع إذا تساووا فالغلب لمن كان معه عبد الرحمن وبعدها يعرف طلحة والزبير وإنهم عبيد المال والجاه وهذا ما لا ينالوه عند علي وقد ثبت بعد نكثهم للعهد.
وقد قال عمر بعد ذلك لو أدركني أحد رجلين لجعلت هذا الأمر إليه يعني سالم مولى أبي حذيفة وأبي عبيدة الجراح، ولو كان سالم حيا ما جعلتها شورى (كما جاء أعلاه في طبقات ابن سعد والتمهيد للباقلاني والاستيعاب وأسد الغابة وطرح التثريب وقال لما طعن: إن لو وليها الأجلح (يقصد عليا) سلك بهم الطريق فقال له ابن عمر ما يمنعك أن تقدم عليا قال: أكره أن أحملها حيا وميتا (الأنساب للبلاذري 5: 16 والاستيعاب لأبي عمر 2: 419) ألا تعجب من هذه المتناقضات وألا نرى فيها الغرض والبغض لعلي والحسد له واضحا بل تجد فيه إن ما أصاب الإسلام بعده من نكبات في قتل عثمان والحروب التي سادت في الإسلام واستيلاء بني أمية وما خلقت من مشاكل في زمن علي إلا منه منذ أن هدد أهل الشورى وأخص عليا بمعاوية وهكذا كان لأنه أسس ملك معاوية وثبته وسير الأمة على خلاف ما أراد رسول الله فكانت من نتيجة سلوكه ما حدث، فأبى ترك البدريين والأحديين وهو ينكر على الطلقاء وقد سلمها لهم لقمة سائغة وهو الذي قال: ما من عجمي على عربي وهو الذي غير في الحدود بين العرب والعجم مخالفا للآية القرآنية حيث نقول وكلكم من آدم وآدم من تراب * (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) * وهو الذي يقول: لو وليها الأحلج سلك بهم الطريق وإذا به ينحرف إلى أحد الطلقاء أعداء الإسلام ويعطيها لعثمان وقد تنبأ بأنه يوليها آل أمية وآل معيط ويخلق نفورا عليه في الإسلام حتى يقبلوه. فما هذا التناقض، وحينما قال: لو كان أدركني أحد الرجلين (يقصد أبو عبيدة الجراح) ويخلق له كلمة (أمين الأمة) أو سالم مولى أبي حذيفة وما هي
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»