إن العامة يتخذون من خلافة الأول والثاني والثالث قواعد لشروط الإمامة.
لا تلك التي وضعها الله ورسوله في الإمام المفروض الطاعة.
بينما نرى الإمامية لا يرون ذلك إلا بنص النبي وأن يكون الإمام أسبق الأمة للإسلام وأذبهم عن حياضه وأقسطهم وأعدلهم وأحكمهم وأبرهم وأتقاهم وأشجعهم وأفضل أهل زمانه من نص عليه رسول الله عن الله ونص بعد نص بالتسلسل، ومن العامة الباقلاني والتفتازاني المار ذكره والقاضي الإيجي وأبي الثناء والماوردي والجويني، ورغم كل ذلك فالعامة كالإمامية يعلمون أن النبي نص على خليفته من بعده ويعرفونه أنه عليا ويعلموه كما ورد في كتبهم أنهم خالفوه في أمره ونهيه كما يعلمون أن فيما بعد انتخب بإجماع الأمة لا كمن سبقه وأن جماعة بايعوه ونكثوا بيعته كطلحة والزبير وحاربوه وآخرين تخلفوا مثل عبد الله بن عمرو وأسامة بن زيد وسعد بن أبي وقاص وأبو موسى الأشعري وأبو مسعود الأنصاري وحسان بن ثابت والمغيرة بن شعبة ومحمد بن مسلمة وولاة عثمان فسموهم المعتزلة وهكذا ترى من حاربه ومن بايعه ونكث ومن اعتزله كلهم بنظرهم في حل حتى معاوية ذلك الفتاك لم يبق رذيلة من الفتك بالصحابة وأهل البيت وعمل المنكرات إلا أقامها وبعدها يسموه خال المؤمنين وعائشة التي حاربت إمام زمانها وخليفة رسول الله وأغضبت أهل بيت الطهارة علي وفاطمة والحسن والحسين وفتكت وقتلت في البصرة عشرات الألوف وخالفت الله ورسول الله في قوله: * (وقرن في بيوتكن) * مع كل ذلك يقدمون لها الرضا ناسين إن من يأتي منهم (من نساء النبي) بسوء يضاعف لها العذاب بحكم القرآن.