الأسماء الثلاثة - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٩٥
يجعل بينهم وبين يأجوج ومأجوج سدا فعند ذلك يخاطبهم ذو القرنين بقوله: * (ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما) * (الكهف / 95) وها هو الذي كان من شيعة موسى يستغيث به، يقول سبحانه:
* (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه) * (القصص / 15) وهذا هو النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم يدعو قومه للذب عن الإسلام في غزوة أحد وقد تولوا عنه، قال سبحانه: * (إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم) * (آل عمران / 153) فهذا النوع من الدعاء قامت عليه الحياة البشرية، فليس هو عبادة وإنما هو توسل بالأسباب، فإن كان السبب قادرا على إنجاز المطلوب كان الدعاء أمرا عقلائيا وإلا يكون لغوا وعبثا.
ثم إن القائلين بأن دعاء الصالحين عبادة، عند مواجهتهم لهذا القسم من الآيات وما تقتضيه الحياة الاجتماعية، يتشبثون بكل طحلب حتى ينجيهم من الغرق ويقولون إن هذه الآيات تعود إلى الأحياء ولا صلة لها بدعاء الأموات، فكون القسم الأول جائزا وأنه غير عبادة، لا يلازم جواز القسم الثاني وكونه غير عبادة.
ولكن عزب عن هؤلاء إن الحياة والموت ليسا حدين للتوحيد والشرك و لا ملاكين لهما، بل هما حدان لكون الدعاء مفيدا أو لا، وبتعبير آخر ملاكان للجدوائية وعدمها.
فلو كان الصالح المدعو غير قادر لأجل موته مثلا تكون الدعوة أمرا غير مفيد لا عبادة له، ومن الغريب أن يكون طلب شئ من الحي نفس التوحيد ومن الميت نفس الشرك.
كل ذلك يوقفنا على أن القوم لم يدرسوا ملاكات التوحيد والشرك بل لم يدرسوا الآيات الواردة في النهي عن دعاء غيره، فأخذوا بحرفية الآيات من دون تدبر مع أنه سبحانه يقول: * (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول الإله في اللغة والقرآن الكريم 7
2 هل الإله بمعنى المعبود؟ 7
3 الإله في اللغة 7
4 مفهوم الإله في القرآن 12
5 الرب في اللغة والذكر الحكيم 15
6 التوحيد في الربوبية غير التوحيد في الخالقية 18
7 نتيجة هذا البحث: 25
8 خاتمة المطاف 26
9 الأولى: التوحيد في الذات 26
10 الثانية: التوحيد في الخالقية 27
11 الثالثة: التوحيد في الربوبية والتدبير 28
12 الرابعة: التوحيد في التشريع والتقنين 29
13 الخامسة: التوحيد في الطاعة 30
14 السادسة: التوحيد في الحاكمية 30
15 السابعة: التوحيد في العبادة 32
16 في تحديد مفهوم العبادة 33
17 العبادة في المعاجم والتفاسير 35
18 ليست العبادة نفس الخضوع أو نهايته 38
19 توجيه غير سديد 40
20 1 - نظرية صاحب المنار في تفسير العبادة 41
21 ويلاحظ على هذا التعريف: 41
22 2 - نظرية الشيخ شلتوت، زعيم الأزهر 42
23 3 - تعريف ابن تيمية 42
24 التعريف الصحيح: 43
25 العبادة هي الخضوع للشئ بما هو إله 43
26 أو: العبادة هي الخضوع للشئ بما هو رب 43
27 1 - الفعل أو القول المنبئ عن الخضوع والتذلل 44
28 2 - العقيدة الخاصة التي تدفعه إلى عبادة المخضوع له 44
29 عقيدة المشركين في آلهتهم 45
30 حكم التاريخ في عقيدة المشركين 45
31 قضاء الكتاب في عقيدة المشركين 48
32 التعريف المنطقي لمفهوم العبادة 52
33 الأول: التمعن في عبادة الموحدين والمشركين 53
34 الثانية: الإمعان في الآيات الداعية إلى عبادة الله، الناهية 55
35 عن عبادة الغير 55
36 التعاريف الثلاثة للعبادة 58
37 ثمرات البحث 59
38 1 - التوسل بالأنبياء والأولياء في قضاء الحوائج 59
39 2 - طلب الشفاعة من الصالحين 60
40 3 - التعظيم لأولياء الله وقبورهم وتخليد ذكرياتهم 61
41 4 - الاستعانة بالأولياء: 62
42 أسئلة وأجوبة 63
43 السؤال الأول 63
44 الجواب 63
45 1 - الشيخ جعفر كاشف الغطا (1156 - 1228) 63
46 2 - البلاغي النجفي (1284 - 1352 ه‍) 65
47 3 - القضاعي العزامي الشافعي (1284 - 1358 ه‍) 66
48 4 - فقيه العصر السيد الخوئي (1317 - 1412 ه‍) 70
49 ما هو المراد من العبادة في هذه الآيات؟ 72
50 الجواب 72
51 ما هو حكم إطاعة غير الله والخضوع له؟ 74
52 وأما الخضوع للغير فهو على أقسام: 75
53 دواعي العبادة لله سبحانه 77
54 1 و 2 - الطمع في إنعامه والخوف من عقابه 77
55 3 - كونه سبحانه أهلا للعبادة 78
56 خاتمة المطاف 79
57 الفوضى في التطبيق بين الإمام والمأموم 79
58 غيري جنى وأنا المعاقب فيكم 84
59 تصور خاطئ: 84
60 في حصر الاستعانة في الله 86
61 حصيلة البحث: 88
62 إجابة على سؤال 92
63 الجواب: 93