الإسلام والشيعة الإمامية في أساسها التاريخي - محمود الشهابي الخراساني - الصفحة ٤٦
عن أولاده، وذريته المعهودين، سلاسة سيد المرسلين، الأئمة المهديين الهادين، وإن تسير بسيرتهم وبالجملة أن تتمسك بهم في ما يروون عن جدهم الرسول (ص) ويبينون عن علمهم الموروث، كي؟ لا تضل وتكون على ما شاء وأراد جدهم المبعوث (ص) 1.
وذاك الاختلاف الاعتقادي لا يوجب كفر أحد الطرفين وهدر دمه ومن حيث المتابعة في العمل أيضا لا يوجب الهدر والقتل إذ ليس فيها مخالفة أصل من أصول الدين وركن من أركان الإيمان وإلا فليكن المذاهب الفقهية - المتخالفة مخالفا للدين ومنافيا للإيمان هذا مع صرف النظر عن كون زعيم الشيعة وإمامها، علي نشأ ونما في بيت الرسول وفي حجره، ومنه بلا واسطة أخذ الدين وأعطى ما أخذه عن الرسول بأبنائه الطاهرين، وأبناء خاتم النبيين، وعلم ما تعلم من علمه وحكمته (ص) وأين هم من زعماء المذاهب الأربعة وغيرهم الذين لم يدركوا - النبي ولم يشاهدوه ولم يسمعوا منه، على أن الحصر في تلك المذاهب إن لم يكن إحداث أمر ليس من الدين في الدين أي أن لم يكن الحصر بدعة، وكل بدعة ضلالة، فلا أقل - من أن يكون بلا دليل وبينه من الكتاب والسنة.
- 20 - الاختلافات الواقعة بين الناس، بلحاظ الدين، قد تكون في أصله وقد تكون في ما فيه.
فإن كان الاختلاف في الأصل فقد يكون بإنكار أصل وجود الدين ولزومه كما عليه الثنوية، والماديون والدهريون. وقد يكون بإنكار دين لاحق مع

١ - قال علي، ع، (نهج البلاغة): " فأين تذهبون وأنى تؤفكون! والأعلام قوائمة، والآيات واضحة، والمنار منصوبة، والسنة الصدق، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن... " وقال (ع) في موضع آخر:، فأين يتاه بكم وكيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم، وهم أزمة الحق، وأعلام الدين، والسنة الصدق، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن... " وقال (ع) في موضع آخر: " إلا أن مثل آل محمد، صلى الله عليه وآله، كمثل نجوم السماء إذا خوى نجم طلع نجم، فكأنك فد تكامات فيكم الصنائع، وأراكم ما كنتم تأملون "
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»