الإسلام والشيعة الإمامية في أساسها التاريخي - محمود الشهابي الخراساني - الصفحة ٣٥
وأما استيثار الاسم (لو فرض أنه فخر) فانظر ما صنعت العصبية بأهلها حيث تغافل عن أن من سماه الرسول من عترته " باقرا "، لأنه يبقر العلم، كان اسمه محمد 1 وهو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وقد توفي قبل ولادة الشافعي بأكثر من ثلاثين سنة.
ولعمر العلم والعدل إني أستحي من الحق أن أقول شيئا في ما تعصب أخيرا من جسارته في حق باب مدينة علم الرسول، الذي قال الشافعي نفسه حين قيل له في مسألة: ما تقول فيها يكون على خلاف رأي علي فقال: أثبت لي قول علي فيها حتى أضع خدي على الأرض تجاه قوله.
ولنقطع الكلام مع السبكي بتذكار ما يجب تذكاره له، وهو أيها المتعصب في غير موضعه:
أما كان جعفر بن محمد الصادق قرشيا؟ أما كان قرابة رسول الله ورحمه؟
أما كان الشافعي استفاد منه بواسطة شيخه مالك بن أنس، أما كان علمه وسع طباق - الأرض؟ أما كان تابعوا مذهبه في كل الأقطار؟ أما كان من استفاد منه بلا واسطة أكثر من آلاف؟ وأما كان مقدما على الشافعي في الدين والزهد والعلم والزمان؟ وأما؟
وأما؟ وأما؟ فكيف غفلت أو تغافلت عنه وأنت في رأيك وباعتقادك، لست من عوام المؤرخين! وتنتقص من شيخك الذهبي! ولم نسيت أو تناسيت ابن رسول الله الإمام الصادق؟ واشتريت رضا المخلوق بسخط الخالق.
ثم أقول: إني ما أردت مما قلت، الانتقاص، والعياذ بالله، عن الإمام الجليل - الشافعي القرشي، رحمه الله، وكيف وهو فحل الفضيلة والمنقبة وبحر العلوم وفخر الفضل وهو الذي يعرف حق آل محمد الذين وجب حبهم وفرض في الصلاة ذكرهم ويقول:

1 - هذا من ذرية الرسول وأبنائه وأما من غير الذرية فمحمد ابن الحنفية ابن علي بن أبي طالب (ع) وغيره من أولاد الصحابة مثل محمد بن طلحة بن عبيد الله ومحمد بن عمرو العاص.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»