الأخلاق الحسينية - جعفر البياتي - الصفحة ٣٠٠
أضف إلى ذلك أنه جمع إلى التواضع السخاء، وتلك هي أخلاق سيدنا الإمام الحسين " عليه السلام "، متعددة في الموقف الواحد، متداخلة مع بعضها.. حتى إذا تأملتها وجدتها أكثر من خلق طيب. بقي شئ واحد لم يكن للحسين (عليه السلام) في هذه الرواية، وهو مجالسة أهل الفقه، إذ هو الأفقه، وحيثما حل بين الناس فقههم بشريعة الاسلام وأخلاقه الفاضلة.
نعم، جالس أخاه الإمام الحسن " عليه السلام " فكان عنده أكثر المجالسين أدبا، حيث أجل له إمامته.. قال الإمام الباقر " عليه السلام ": - ما تكلم الحسين بين يدي الحسن إعظاما له) (1). وقد بادله الإمام الحسن (سلام الله عليه) هذا الأدب، فالنبي (صلى الله عليه وآله) قال فيهما: ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا) (2).. ولذا نقرأ في كتاب (التعازي) للسيد الشريف أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي.: كان الحسن (عليه السلام) يعظم الحسين (عليه السلام)، حتى كأنه هو أسن منه، قال ابن عباس، وقد سألته عن ذلك، فقال: سمعت الحسن " عليه السلام " وهو يقول: إني لأهابه كهيبة أمير المؤمنين " عليه السلام ") (3).
وبقيت سمة التواضع عند الإمام الحسين (عليه السلام) خصلة واضحة، عرفها الناس فيه، فأجلوها، وحظي بها المؤمنون المخلصون، لا سيما شهداء كربلاء (رضوان الله تعالى عليهم).
فساعة سقط (أسلم) - وهو مولى له - في ساحة الطف شهيدا مشى إليه الإمام الحسين (صلوات الله عليه) بنفسه الشريفة واعتنقه، وكان به رمق، فتبسم

١ - المناقب ٣: ٤٠٠.
٢ - بحار الأنوار ٤٣: ٢٧٨، عن المناقب.
3 - القطرة 1: 181 الحديث - 16.
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»
الفهرست