الأخلاق الحسينية - جعفر البياتي - الصفحة ٢٨٢
خاصة (1):
لنعم الحر حر بني رياح * صبور عند مشتبك الرماح ونعم الحر إذ فادى حسينا * وجاد بنفسه عند الصباح 2 - الحلم الحسيني والحلم هو طمأنينة النفس بحيث لا يحركها الغضب بسهولة، ولا يزعجها المكروه بسرعة، فهو الضد الحقيقي للغضب، لأنه المانع من حدوثه وبعد هيجانه. والحلم، أشرف الكمالات النفسية بعد العلم، بل لا ينفع العلم بدونه أصلا، ولذا كلما يمدح العلم أو يسأل عنه يقارن به، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم أغنني بالعلم، وزيني بالحلم، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله يحب الحيي الحليم، وقال صلى الله عليه وآله:
ما أعز الله بجهل قط، ولا أذل بحلم قط.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك، ويعظم حلمك.
وقال علي بن الحسين عليهما السلام: إنه ليعجبني الرجل أن يدركه حلمه عند غضبه.
وقال الرضا عليه السلام: لا يكون الرجل عابدا حتى يكون حليما (2).
والحلم - كما يرى علماء الأخلاق - من آثار قوة النفس وشجاعتها،

١ - روضة الواعظين: ١٦٠. أمالي الصدوق: ٩٧، المجلس ٣٠.
٢ - جامع السعادات ١: ٢٩٥ - 297.
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»
الفهرست