الأخلاق الحسينية - جعفر البياتي - الصفحة ١٩٨
وقد خسرت نفسك، وبترت دينك، وغششت رعيتك، وأخزيت أمانتك وسمعت مقالة السفيه الجاهل، وأخفت الورع التقي لأجلهم، والسلام.
فلما قرأ معاوية الكتاب قال: لقد كان في نفسه ضب ما أشعر به، فقال يزيد: يا أمير المؤمنين! أجبه جوابا يصغر إليه نفسه، وتذكر فيه أباه بشر فعله.
قال: ودخل عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال له معاوية: أما رأيت ما كتب به الحسين؟ قال: وما هو؟ قال: فأقرأه الكتاب، فقال: وما يمنعك أن تجيبه بما يصغر إليه نفسه. وإنما قال ذلك في هوى معاوية، فقال يزيد: كيف رأيت يا أمير المؤمنين رأيي؟
فضحك معاوية فقال: أما يزيد.. فقد أشار علي بمثل رأيك، قال عبد الله:
فقد أصاب يزيد. فقال معاوية: أخطأتما، أرأيتما لو أني ذهبت لعيب علي محقا ما عسيت أن أقول فيه؟! ومثلي لا يحسن أن يعيب بالباطل، وما لا يعرف، ومتى ما عبت رجلا بما لا يعرفه الناس لم يحفل بصاحبه، ولا يراه الناس شيئا وكذبوه، وما عسيت أن أعيب حسينا ووالله ما أرى للعيب فيه موضعا، وقد رأيت أن أكتب إليه أتوعده وأتهدده، ثم رأيت أن لا أفعل ولا أمحكه (1).
احتجاجه صلوات الله عليه بإمامته على معاوية وغيره وذكر طرف من مفاخراته ومشاجراته التي جرت له مع معاوية وأصحابه.
عن موسى بن عقبة أنه قال: لقد قيل لمعاوية: إن الناس قد رموا

1 - رجال الكشي. والاحتجاج: 297 و 298.
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»
الفهرست