الأخلاق الحسينية - جعفر البياتي - الصفحة ١٩٥
علي وقيامك ببغضنا، واعتراضك بني هاشم بالعيوب.. فإذا فعلت ذلك فارجع إلى نفسك، ثم سلها الحق عليها ولها، فإن لم تجدها أعظم عيبا فما أصغر عيبك فيك، وقد ظلمناك يا معاوية فلا توترن غير قوسك، ولا ترمين غير غرضك، ولا ترمنا بالعداوة من مكان قريب، فإنك والله لقد أطعت فينا رجلا ما قدم إسلامه، ولا حدث نفاقه، ولا نظر لك، فانظر لنفسك أو دع - يعني: " عمرو بن العاص ". (1) وروي أن مروان بن الحكم كتب إلى معاوية ومروان عامله على المدينة: أما بعد، فإن عمرو بن عثمان ذكر أن رجالا من أهل العراق، ووجوه أهل الحجاز يختلفون إلى الحسين بن علي، وذكر أنه لا يأمن وثوبه، وقد بحثت عن ذلك فبلغني أنه لا يريد الخلاف يومه هذا، ولست آمن أن يكون هذا أيضا لما بعده فاكتب إلي برأيك في هذا، والسلام.
فكتب إليه معاوية: أما بعد، فقد بلغني وفهمت ما ذكرت فيه من أمر الحسين.. فإياك أن تعرض للحسين في شئ، واترك حسينا ما تركك، فإنا لا نريد أن نعرض له في شئ ما وفى بيعتنا، ولم ينازعنا سلطاننا، فاكمن عنه ما لم يبد لك صفحته، والسلام.
وكتب معاوية إلى الحسين بن علي عليه السلام: أما بعد، فقد انتهت إلي أمور عنك.. إن كانت حقا فقد أظنك تركتها رغبة فدعها، ولعمر الله! إن من أعطى الله عهده وميثاقه لجدير بالوفاء، فإن كان الذي بلغني باطلا فإنك أنت أعزل الناس لذلك، وعظ نفسك، فاذكر، وبعهد الله أوف فإنك متى ما تنكرني أنكرك، ومتى ما تكدني أكدك، فاتق شق عصا هذه الأمة وأن يردهم الله على

1 - نفسه: 296 و 297.
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»
الفهرست