الأخلاق الحسينية - جعفر البياتي - الصفحة ١٩٤
فحمد الله وأثنى عليه.. ثم قال:
أما بعد: فإن الطاغية قد صنع بنا وبشيعتنا ما قد علمتم ورأيتم وشهدتم وبلغكم، وإني أريد أن أسألكم عن أشياء.. فإن صدقت فصدقوني، وإن كذبت فكذبوني. اسمعوا مقالتي واكتموا قولي، ثم ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم من أمنتموه ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون، فإني أخاف أن يندرس هذا الحق ويذهب، والله متم نوره ولو كره الكافرون.
فما ترك الحسين شيئا أنزل الله فيهم من القرآن إلا قاله وفسره، ولا شيئا قاله الرسول في أبيه وأمه وأهل بيته إلا رواه، وكل ذلك يقول الصحابة: " اللهم نعم، قد سمعناه وشهدناه " ويقول التابعون: " اللهم قد حدثنا من نصدقه ونأتمنه " حتى لم يترك شيئا إلا قاله.. ثم قال: أنشدكم بالله إلا رجعتم وحدثتم به، من تثقون به. ثم نزل وتفرق الناس على ذلك. (1) ومن احتجاجه عليه السلام على معاوية توبيخا له على قتل من قتله من شيعة أمير المؤمنين، وترحمه عليهم.
عن صالح بن كيسان قال: لما قتل معاوية حجر بن عدي وأصحابه.. حج ذلك العام فلقي الحسين بن علي عليه السلام فقال:
يا أبا عبد الله! هل بلغك ما صنعنا بحجر وأصحابه وأشياعه وشيعة أبيك؟
فقال عليه السلام: وما صنعت بهم؟
قال: قتلناهم، وكفناهم، وصلينا عليهم.
فضحك الحسين عليه السلام ثم قال: خصمك القوم يا معاوية! لكننا لو قتلنا شيعتك ما كفناهم ولا صلينا عليهم ولا قبرناهم، ولقد بلغني وقيعتك في

1 - الإحتجاج: 295 و 296.
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»
الفهرست