آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٩٨
ثم اقرأ ما قاله ابن كثير في البداية والنهاية: 3 / 248:
ذكر الأخبار عن الأئمة الاثني عشر الذين كلهم من قريش. وليسوا بالاثني عشر الذين يدعون إمامتهم الرافضة، فإن هؤلاء الذين يزعمون، لم يل أمور الناس منهم إلا علي بن أبي طالب وابنه الحسن، وآخرهم في زعمهم المهدي المنتظر بسرداب سامرا، وليس له وجود ولا عين ولا أثر.
بل هؤلاء الأئمة الاثنا عشر المخبر عنهم في الحديث: الأئمة الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وعمر بن عبد العزيز بلا خلاف بين الأئمة على كلا القولين لأهل السنة في تفسير الاثني عشر. انتهى.
ولعله يقصد بالقولين: القول بتتابعهم زمنيا، وعدمه، ولكنهما وجهان في كل واحد منهما عدد من الأقوال.. وقد ذكر هو جملة منها!
ثم أشار ابن كثير إلى الاحتمالات وركز منها على مناقشة البيهقي فقال:
فهذا الذي سلكه البيهقي وقد وأفقه عليه جماعة من أن المراد بالخلفاء الاثني عشر المذكورين في هذا الحديث، هم المتتابعون إلى زمن الوليد بن يزيد بن عبد الملك الفاسق، الذي قدمنا الحديث فيه بالذم والوعيد، فإنه مسلك فيه نظر، وبيان ذلك: أن الخلفاء إلى زمن الوليد بن يزيد هذا أكثر من اثني عشر على كل تقدير، وبرهانه أن الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي خلافتهم محققة بنص حديث سفينة: الخلافة بعدي ثلاثون سنة. ثم بعدهم الحسن بن علي كما وقع، لأن عليا أوصى إليه وبايعه أهل العراق، وركب وركبوا معه لقتال أهل الشام، حتى اصطلح هو ومعاوية كما دل عليه حديث أبي بكرة، في صحيح البخاري. ثم معاوية ، ثم ابنه يزيد بن معاوية، ثم ابنه معاوية بن يزيد، ثم مروان بن الحكم، ثم ابنه عبد الملك بن مروان ثم ابنه الوليد بن عبد الملك، فهؤلاء خمسة عشر، ثم الوليد بن يزيد بن عبد الملك.
فإن اعتبرنا ولاية الزبير قبل عبد الملك صاروا ستة عشر، وعلى كل تقدير فهم اثنا عشر قبل عمر بن عبد العزيز، فهذا الذي سلكه على هذا التقدير يدخل في الاثني عشر يزيد بن معاوية، ويخرج منهم عمر بن عبد العزيز، الذي أطبق الأئمة على شكره وعلى مدحه، وعدوه من الخلفاء الراشدين، وأجمع الناس قاطبة على عدله وأن أيامه كانت من أعدل الأيام،
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»