آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٨٧
بإمكانها بين الأئمة الربانيين عليهم السلام.. وأن بعضهم كان يكيد للآخر ويفسقه ويكفره ، ويذبحه ذبح الخروف، أو يسمل عينيه ويقطع لسانه ويديه ورجليه!!
إقرؤوا إن شئتم تاريخ الصراع على الحكم بين الخلفاء الأمويين أنفسهم، والعباسيين أنفسهم !
وثانيا: لأنهم بإعطاء صفة الإمام من الله تعالى للخليفة الذي يحبونه، ابتداء من الخليفة عمر بن الخطاب.. إلى السلطان سليم العثماني، يصيرون ملكيين أكثر من الملك، وخليفيين أكثر من الخليفة، ويثبتون لهم ما لم يدعه أحد منهم لنفسه!
فلو كان أحدهم إماما ربانيا مختارا من الله تعالى مبشرا به من رسوله.. لعرف نفسه وادعى هو ذلك! حيث لا يمكن أن يكون شخص إماما وحجة لله على عباده وحاكما باسمه.. ثم لا يعرف هو مقامه الإلهي العظيم!!
ولا نجد أحدا من هؤلاء الخلفاء ادعى أنه إمام من الله تعالى غير الأئمة من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله.
وثالثا: ذكرنا أن النبي صلى الله عليه وآله قال: إنهم يكونون من بعده. ولم يقل إنهم يحكمون.. فلماذا يلزمون أنفسهم بالعثور على الأئمة الاثني عشر الموعودين في الحكام فقط؟! وإذا ألزم الباحث نفسه في مسألة بما لا يلزم فيها، فقد تورط فيها وأقام في ورطته!
ورابعا: إن الذين يعدونهم أئمة ربانيين، مبشرا بهم من رب العالمين، قد ثبت أن أكثرهم قد لعنهم الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وآله!! فهل رأيتم أمة يحكمها بأمر الله تعالى الملعونون على لسان نبيها؟!!
وكيف يلعن الله تعالى أشخاصا ويحكم عليهم بالطرد من رحمته لخبثهم، ثم يختارهم أو يختار من أولادهم أئمة ربانيين، هداة لعباده، وحكاما لبلاده!!
فقد ثبت في مصادر السنيين أن النبي صلى الله عليه وآله قد لعن الحكم وابنه مروان، ونفاهما من المدينة حتى أعادهما عثمان، وأنه رأى أبا سفيان راكبا على جمل يجره معاوية ويقوده ولده الآخر، فلعن الراكب والقائد والسائق (راجع مجمع الزوائد: 1 / 113) إلى آخر هذا البحث الذي لا يتسع له موضوعنا، ولا تتسع له صدور أتباع الأمويين!
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»