ثم عقد قدس الله نفسه بابا لما روي عن كل واحد من الصحابة الذين ذكرهم، وأورد فيه حديثه أو أحاديثه، بسند متصل منه إليه، إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فحفظ بذلك عددا من النصوص التي ضاعت في مصادر إخواننا السنيين، أو تشتتت في مصنفاتهم، أو بقي منها أجزاء مجزأة، وأحيانا بقي الحديث بكامله!
ونورد فيما يلي نماذج من كتاب كفاية الأثر: قال في ص 23 في باب ما جاء عن عبد الله بن مسعود:
أخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني رحمه الله، قال: حدثنا أبو علي محمد بن زهير بن الفضل الأبلي، قال: حدثنا أبو الحسين عمر بن الحسين بن علي بن رستم، قال : حدثني إبراهيم بن يسار الرمادي قال: حدثني سفيان بن عتبة، عن عطا بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الأئمة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين، والتاسع مهديهم.
وقال في ص 73 في باب ما جاء عن أنس بن مالك:
حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش الجوهري، قال: حدثنا محمد بن أحمد الصفواني ، قال: حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحمصي، قال: حدثنا بن حماد، عن أنس بن مالك قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: معاشر أصحابي، من أحب أهل بيتي حشر معنا، ومن استمسك بأوصيائي من بعدي فقد استمسك بالعروة الوثقى.
فقام إليه أبو ذر الغفاري فقال: يا رسول الله كم الأئمة بعدك؟
قال: عدد نقباء بني إسرائيل.
فقال: كلهم من أهل بيتك؟
قال: كلهم من أهل بيتي، تسعة من صلب الحسين، والمهدي منهم.
وقال في ص 113 في باب ما جاء عن أبي أيوب الأنصاري، خالد بن زيد:
أخبرنا أبو المفضل الشيباني، قال: حدثني حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي، قال: حدثنا محمد بن مسعود، عن يوسف بن السخت، عن سفيان الثوري، عن موسى بن عبيدة، عن إياس بن مسلمة بن الأكوع، عن أبي أيوب الأنصاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول