آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٩٧
فالتحقيق في هذه المسألة: أن يعتبروا بمعاوية وعبد الملك وبنيه الأربع (كذا) وعمر بن عبد العزيز، ووليد بن يزيد بن عبد الملك، بعد الخلفاء الأربعة الراشدين .
وقد نقل عن الإمام مالك أن عبد الله بن الزبير أحق بالخلافة من مخالفيه، ولنا فيه نظر ، فإن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما قد ذكرا عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن تسلط ابن الزبير واستحلال الحرم به مصيبة من مصائب الأمة، أخرج حديثهما أحمد عن قيس بن أبي حازم قال: جاء ابن الزبير إلى عمر بن الخطاب يستأذنه في الغزو، فقال عمر: أجلس في بيتك فقد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال:
فرد ذلك عليه، فقال له عمر: في الثالثة أو التي تليها: أقعد في بيتك، والله إني لأجد بطرف المدينة منك وأصحابك أن تخرجوا فتفسدوا على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم . وأخرجه الحاكم.
فمن لفظه: بطرف المدينة، يفهم أن واقعة الجمل غير مراد ها هنا، بل المراد خروجه للخلافة ، وإلى هذا المعنى قد أشار علي رضي الله عنه في قصة جواب الحسن رضي الله عنه، ولم ينتظم أمر الخلافة عليه.
ويزيد بن معاوية ساقط من هذا البين، لعدم استقراره مدة يعتد بها، وسوء سيرته. والله أعلم). انتهى كلام عون المعبود.
وأنت ترى أن صاحب قرة العينين اعترف بأن ملك بني أمية ملك عضوض وأن خلافتهم ليست خلافة نبوة.. ومع ذلك فسر بهم الحديث، وطبق عليهم البشارة النبوية بالأئمة الاثني عشر، الربانيين، القيمين بأمر الله تعالى على أمة نبيه صلى الله عليه وآله!
كما ترى أنه حذف منهم الإمام الحسن والإمام المهدي عليهما السلام، وحذف ابن الزبير الذي أثبته الإمام مالك وآخرون... إلخ!
وهو مع ذلك ينتقد الذين غلطوا في تفسيره فيقول (وقد وقعت أغلاط كثيرة في بيان معنى هذا الحديث) ووعد الناس بأن يرفع المعضلة فزادها إعضالا، وأن يحل المشكلة فزادها إشكالا !!
* *
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»