آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٩٥
بأن من خالفهما لم يثبت استحقاقه إلا بعد تسليم الحسن، وبعد قتل بن الزبير. والله أعلم.
وكانت الأمور في غالب أزمنة هؤلاء الاثني عشر منتظمة، وإن وجد في بعض مدتهم خلاف ذلك ، فهو بالنسبة إلى الاستقامة نادر. والله أعلم.
وقد تكلم ابن حبان على معنى حديث: تدور رحى الإسلام، فقال: المراد بقوله: تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين أو ست وثلاثين: انتقال أمر الخلافة إلى بني أمية، وذلك أن قيام معاوية عن علي بصفين حتى وقع التحكيم، هو مبدأ مشاركة بني أمية ثم استمر الأمر في بني أمية من يومئذ سبعين سنة، فكان أول ما ظهرت دعاة بني العباس بخراسان سنة ست ومائة، وساق ذلك بعبارة طويلة، عليه فيها مؤاخذات كثيرة، أولها دعواه أن قصة الحكمين كانت في أواخر سنة ست وثلاثين، وهو خلاف ما اتفق عليه أصحاب الأخبار، فإنها كانت بعد وقعة صفين بعدة أشهر، وكانت سنة سبع وثلاثين. والذي قدمته أولى بأن يحمل الحديث عليه.
والله أعلم). انتهى كلام ابن حجر.
* * وقد رأيت أن ما اختاره ابن حجر غير ما نسبه إليه السيوطي، فلا بد من القول أن السيوطي لم يقرأ كل كلام ابن حجر كاملا، أو أن نتهم السيوطي بالتدليس.
لكن المهم أنك رأيت تحيرهم جميعا وكثرة احتمالاتهم، وتضاربها! وأن أكثرهم أخذوا بزيادة (تجتمع عليه الأمة) محورا لتفسيره، مع أنها لم تثبت عندهم، بل استنكرها عدد منهم !
ورأيت أن القاضي عياض لم يجزم بشيء، بل ذكر وجوها عديدة بكلمة قيل ويحتمل.. وأن ابن حجر رجح الاحتمال الثالث منها، فقال (وينتظم من مجموع ما ذكراه أوجه أرجحها الثالث من أوجه القاضي).
والنتيجة التي يخرج منها القارئ لتفاسيرهم: أنهم يضيعون عليه معنى الحديث الذي أرادوا أن يفسروه، وهو حديث صحيح عندهم، صريح بالبشارة النبوية باثني عشر إماما ربانيين، هداة مهديين، قيمين على الأمة.
فتراهم يصرون على تلبيس الحديث لحكام بني أمية، وعلى خلطه بزيادة لم تثبت وبأحاديث
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»