أصحابي أن يخالفوني، فعرج جبرئيل ونزل عليه في اليوم الثالث وكان رسول الله صلى الله عليه وآله بموضع يقال له غدير خم، وقال له: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، والله يعصمك من الناس).
فلما سمع رسول الله هذه المقالة قال للناس: أنيخوا ناقتي فوالله ما أبرح من هذا المكان حتى أبلغ رسالة ربي، وأمر أن ينصب له منبر من أقتاب الإبل وصعدها وأخرج معه عليا عليه السلام وقام قائما وخطب خطبة بليغة، وعظ فيها وزجر، ثم قال في آخر كلامه: يا أيها الناس ألست أولى بكم منكم؟
فقالوا: بلى يا رسول الله.....
فلما كان بعد ثلاثة، وجلس النبي صلى الله عليه وآله مجلسه أتاه رجل من بني مخزوم يسمى عمر بن عتبة، وفي خبر آخر حارث بن النعمان الفهري، فقال: يا محمد أسألك عن ثلاث مسائل . فقال: سل عما بدا لك.
فقال: أخبرني عن شهادة أن لا إلا الله وأن محمدا رسول الله، أمنك أم من ربك؟
قال النبي صلى الله عليه وآله: أوحي إلي من الله، والسفير جبرئيل، والمؤذن أنا، وما أذنت إلا من أمر ربي.
قال: فأخبرني عن الصلاة والزكاة والحج والجهاد، أمنك أم من ربك؟
قال النبي صلى الله عليه وآله مثل ذلك.
قال: فأخبرني عن هذا الرجل - يعني علي بن أبي طالب عليه السلام - وقولك فيه: من كنت مولاه فهذا علي مولاه..... أمنك أم من ربك؟!
قال النبي صلى الله عليه وآله: أوحي إلي من الله، والسفير جبرئيل، والمؤذن أنا، وما أذنت إلا ما أمرني.
فرفع المخزومي رأسه إلى السماء فقال: اللهم إن كان محمد صادقا فيما يقول فأرسل علي شواظا من نار، وفي خبر آخر في التفسير فقال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، وولى، فوالله ما سار غير بعيد حتى أظلته سحابة سوداء، فأرعدت وأبرقت فأصعقت، فأصابته الصاعقة فأحرقته النار!
فهبط جبرئيل وهو يقول: إقرأ يا محمد: سأل سائل بعذاب واقع، للكافرين ليس له دافع