، وغاية المرام للبحراني.. وغيرها.
النتيجة: صحة أصل الحديث، وتعدد العقاب الإلهي المتأمل في روايات العقاب الإلهي العاجل لمن اعترض على ولاية علي عليه السلام يصل إلى نتيجتين:
النتيجة الأولى: أن أصل الحديث مستوف لشروط الصحة.. فمهما كان الباحث بطيء التصديق ، ميالا للتشكيك، وأجاز لنفسه القول إن الشيعة وضعوا هذا الحديث ودونوه في مصادرهم .. فلا يمكنه أن يفسر وجوده في مصادر السنة بذلك، لأن عددا من أئمتهم المحدثين قد رووه وتبنوه، كما رأيت!
نعم قد يعترض متعصب بأن هؤلاء الأئمة السنيين، قد رووا ذلك عن أئمة أهل البيت عليهم السلام.
وجوابه أولا، أن مقام أهل البيت عليهم السلام عند السنة لا يقل عن مقام كبار أئمتهم ، خاصة مثل الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام الذين يروي عنهما مباشرة أو بالواسطة عدد من كبار أئمتهم، مثل أبي عبيد والسفيانين والزهري ومالك وأحمد.. وغيرهم.
والحساسية التي قد تراها عند السنيين من أحاديث أهل البيت عليهم السلام إنما هي مما نرويه نحن الشيعة! أما ما يرويه عنهم أئمتهم، فقد قبلوه ودونوه في صحاحهم.
وجوابه ثانيا، أن طرق الحديث ليست محصورة بأهل البيت عليهم السلام فقد تقدم طريق الحاكم الحسكاني عن حذيفة، وأبي هريرة، وغيرهما أيضا.
والنتيجة الثانية: أن الحادثة التي وردت في الأحاديث المتقدمة وغيرها لا يمكن أن تكون حادثة واحدة، بل هي متعددة.. وذلك بسبب تعدد الأسماء، ونوع العقوبة والأمكنة، والأزمنة ، والملابسات المذكورة في روايات الحديث.. فرواية أبي عبيد والثعلبي وغيرها تقول إن الحادثة كانت في المدينة أو قربها، وأن العذاب كان بحجر من سجيل.. ورواية أبي هريرة وغيرها تقول إن الاعتراض كان في نفس غدير خم بعد خطبة النبي صلى الله عليه وآله، وأن العقوبة كانت بنار نزلت من السماء.. وبعضها يقول إنها كانت بصاعقة..
والأسماء الواردة متعددة أيضا، والتصحيف يصح في بعضها، لكن لا يصح في جميعها.
* *