وقال السيوطي في الدر المنثور: 3 / 181:
(وأخرج ابن جرير عن عطاء قال: نزلت في النضر: وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب، ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة، وسأل سائل بعذاب واقع! قال عطاء رضي الله عنه : لقد نزل فيه بضع عشرة آية من كتاب الله). انتهى. وروى نحوه في: 5 / 297 عن عبد بن حميد.
وقال عنه في تفسير الجلالين 540:
(وهو النضر بن الحارث، كان يأتي الحيرة يتجر فيشتري كتب أخبار الأعاجم ويحدث بها أهل مكة ويقول: إن محمدا يحدثكم أحاديث عاد وثمود، وأنا أحدثكم أحاديث فارس والروم، فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن!). انتهى.
وقد عرفت أن مصادرنا وعددا من مصادر السنيين ذكرت أن السائل بالعذاب الواقع هو جابر بن النضر بن الحارث، أو الحارث الفهري. وأن أكثر مصادر السنيين رجحت أنه أبوه النضر بن الحارث، اعتمادا على روايات عن ابن جبير وابن عباس غير مرفوعة.
فقد روى الحاكم في المستدرك: 2 / 502: (عن سعيد بن جبير، سأل سائل بعذاب واقع، قال: هو النضر بن الحارث بن كلدة، قال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء).
وقال السيوطي في الدر المنثور: 6 / 263:
أخرج الفريابي، وعبد بن حميد، والنسائي، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، وابن مردويه ، عن ابن عباس... إلخ). انتهى.
ولم أجد في مصادر السيرة والتراجم عن الابن غير قصة هلاكه بحجر من السماء، لكفره وبغضه لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله، ولعله كان شابا، أو أنهم عتموا على ذكره حسدا لأهل البيت عليهم السلام.
ويدل الموجود في مصادر السيرة على أن الأب أسوأ من الأبن بكثير، لأنه من كبار الفراعنة الذين واجهوا النبي صلى الله عليه وآله، ولعل ابنه لو عاش لفاق أباه كفرا وعتوا!!
وكان النضر عضو مجلس الفراعنة المتآمرين على النبي صلى الله عليه وآله قال ابن هشام