له قلوبهم.
ثالثا: أن الاختلاف في اسم الشخص الذي نزل عليه حجر السجيل، لا يضر في صحة الحديث ، إذا تمت بقية شروطه.. خاصة أن اسمه صار سوأة على أقاربه وعشيرته، ولا بد أنهم عملوا على إخفائه ونسيان أمره، حتى لا يعيرهم به المسلمون، كما قال الأميني رحمه الله.
على أن للباحث أن يرجح أن اسم المعترض هو: جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري ، وليس الحارث بن النعمان الفهري.. بدليل أن الحافظ أبي عبيد الهروي المتوفى سنة 223 ، ضبطه في تفسيره بهذا الاسم، وكل العلماء السنيين يحترمون علم أبي عبيد، وخبرته بالأحاديث ، وقدم عصره.. وجابر بن النضر شخصية قرشية معروفة، لأنه ابن زعيم بني عبد الدار، حامل لواء قريش يوم بدر.. فلا يبقى لابن تيمية والنواصب حجة في رد الحديث!
على أن الباقين الذين وردت أسماؤهم في روايات الحديث، كالحارث الفهري وغيره، ترجم لهم المترجمون للصحابة أيضا، أو ترجموا لمن يصلحوا أن يكونوا أقارب لهم.
* * المسألة السادسة: طرق وأسانيد حديث حجر الغدير أولا: طرق وأسانيد المصادر السنية الطريق الأول: حديث أبي عبيد الهروي:
في كتابه: غريب القرآن، وقد تقدم، وهو بمقاييس أهل الجرح والتعديل السنيين مسند مقبول .
الطريق الثاني: حديث الثعلبي عن سفيان بن عيينة:
وله أسانيد كثيرة، وأكثر الذين ذكرهم صاحب الغدير رحمه الله، رووه عن الثعلبي بأسانيدهم إليه، أو نقلوه من كتابه.
وذكر السيد المرعشي رحمه الله عددا منهم في إحقاق الحق: 6 / 358، قال:
العلامة الثعلبي في تفسيره (مخطوط): روى بسنده عن سفيان بن عيينة رحمه الله سئل عن قوله تعالى: سأل سائل بعذاب واقع، فيمن نزلت؟ فقال للسائل: لقد سألتني عن مسألة لم يسألني عنها أحد قبلك، حدثني أبي، عن جعفر بن محمد عن آبائه رضي الله عنهم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد علي