آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٣١٤
وفي سيرة ابن هشام: 3 / 655: (قال ابن هشام: أنشدني أبو عبيدة للحجاج بن علاط السلمي يمدح أبا الحسن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ويذكر قتله طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار، صاحب لواء المشركين يوم أحد:
لله أي مذبب عن حرمة * أعني ابن فاطمة المعم المخولا سبقت يداك له بعاجل طعنة * تركت طليحة للجبين مجدلا وشددت شدة باسل فكشفتهم * بالجر إذ يهوون أخول أخولا * * وقد تتابع على حمل لواء المشركين يوم أحد تسعة من بني عبد الدار، وقيل أكثر وركزوا حملاتهم على قتل النبي صلى الله عليه وآله بعد أن تركه المسلمون وهربوا صعودا في الجبل ، وثبت النبي صلى الله عليه وآله ومعه علي عليه السلام وحدهما! في وجه حملات قريش التي تواصلت إلى ما بعد الظهر! وكان النبي صلى الله عليه وآله يقاتل في مركزه، وعلي عليه السلام يحمل عليهم، يضرب مقدمتهم، ثم يغوص فيهم يضرب يمينا وشمالا، حتى يصل إلى العبدري حامل لوائهم فيحصد رأسه، فتنكفئ الحملة..
ثم يتحمس عبدري آخر فيحمل لواء الشرك، ويهجمون باتجاه الرسول صلى الله عليه وآله فيتلقاهم علي عليه السلام وهو راجل وهم فرسان!! حتى قتل من فرسان قريش عشرات، ومن العبدريين أصحاب ألويتهم تسعة! فيئسوا وانسحبوا، ونادى مناديهم كذبا: قتل محمد!
وقد أصابته صلى الله عليه وآله بضع جراحات، وأصابت عليا عليه السلام بضع وسبعون جراحة ! منها جراحات بليغة، مسح عليها النبي صلى الله عليه وآله بريقه فبرأت!
بنو عبد الدار علموا قريشا فنا مبتكرا في الدفاع ومن طريف ما ذكره المؤرخون عن بني عبد الدار الشجعان، أنهم أول من علم قريشا أسلوبا في الدفاع عن نفسها في الحرب أمام بني هاشم، فابتكروا طريقة في الحرب تستفيد من سمو بني هاشم الأخلاقي وخساسة أقرانهم!
روى ابن كثير في السيرة: 3 / 39، ناقلا عن ابن هشام:
(لما اشتد القتال يوم أحد، جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت راية الأنصار، وأرسل إلى علي أن قدم الراية، فقدم علي وهو يقول: أنا أبو القصم، فناداه أبو سعد بن أبي
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»