آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢٨٧
المهملة: كل مسيل فيه رقاق الحصى فهو أبطح...
على أن الرواية بعينها رواها غير الثعلبي، وليس فيه ذكر من الأبطح، وهي ما يأتي من رواية المجمع من طريق الجمهور وغيرها.
وبعد هذا كله، فالرواية من الآحاد وليست من المتواترات، ولا مما قامت على صحتها قرينة قطعية، وقد عرفت من أبحاثنا المتقدمة أنا لا نعول على الآحاد في غير الأحكام الفرعية ، على طبق الميزان العام العقلائي، الذي عليه بناء الإنسان في حياته، وإنما المراد بالبحث الآنف بيان فساد ما استظهر به من الوجوه التي استنتج منها أنها موضوعة). انتهى .
* * وكلام صاحب الميزان رحمه الله في رد تضعيف رشيد رضا للحديث كلام قوي، لكن ليته بدل أن يضعف الحديث بدعوى أنه من أخبار الآحاد، اطلع على مصادره ورواته.. وعلى بحث الأميني حوله في المجلد الأول من الغدير، وبحث السيد النقوي الهندي في عبقات الأنوار: مجلد 7 و 8، وغيرهما. ونورد فيما يلي خلاصة لما كتبه صاحب الغدير رحمه الله في: 1 / 239 ، قال:
ومن الآيات النازلة بعد نص الغدير، قوله تعالى من سورة المعارج: سأل سائل بعذاب واقع ، للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج.
وقد أذعنت به الشيعة وجاء مثبتا في كتب التفسير والحديث لمن لا يستهان بهم من علماء أهل السنة، ودونك نصوصها..
ثم أورد صاحب الغدير أعلى الله مقامه نصوص ثلاثين عالما سنيا رووا الحديث في مؤلفاتهم بعدة طرق، وفيهم محدثان أقدم من الثعلبي كما تقدم..
ثم أفاض في رد الوجوه التي ذكرها ابن تيمية في كتابه منهاج السنة: 4 / 13، وأجاب عنها ، ونورد فيما يلي خلاصتها، قال رحمه الله:
الوجه الأول: إن قصة الغدير كانت في مرتجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ، وقد أجمع الناس على هذا، وفي الحديث: أنها لما شاعت في البلاد جاءه الحارث، وهو بالأبطح بمكة، وطبع الحال يقتضي أن يكون ذلك بالمدينة، فالمفتعل للرواية كان يجهل
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»