آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١٩٣
وشهاداته صلى الله عليه وآله في حقه.. ما يوجب اليقين بأن النبي صلى الله عليه وآله كان مأمورا من الله تعالى أن يعد عليا إعدادا خاصا، ويورثه علمه..
مضافا إلى ما أعطى الله عليا عليه السلام من صفات ومؤهلات وإلهام..
ونعتقد بأن عليا عليه السلام طاهر مطهر، صادق مصدق، في كل ما يقوله ولو كان شهادة لنفسه وعترته.
قال السيوطي في الدر المنثور: 6 / 260:
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، والواحدي، وابن مردويه، وابن عساكر، وابن النجاري ، عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي: إن الله أمرني أن أدنيك، ولا أقصيك، وأن أعلمك، وأن تعي وحق لك أن تعي. فنزلت هذه الآية: وتعيها أذن واعية . انتهى. ثم ذكر السيوطي رواية أبي نعيم في الحلية وفيها: فأنت أذن واعية لعلمي.
انتهى.
وإذا كان حذيفة بن اليمان صاحب سر النبي صلى الله عليه وآله وهو من أتباع علي عليه السلام .. فإن عليا هو صاحب أسرار النبي صلى الله عليه وآله وعلومه. وقد روى الجميع أنه صلى الله عليه وآله عهد إليه أن يقاتل على تأويل القرآن من بعده، وأخبره أنه سيقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين!
بل الظاهر أن وصايا النبي صلى الله عليه وآله لعلي كان بعضها معروفا في حياته، ومن ذلك وصيته له بأن يسجل مظلوميته ويقيم الحجة على القوم، ولا يقاتلهم من أجل الخلافة .. فلو لم يكونوا يعرفون ذلك، لما كانت عندهم جرأة أن يهاجموا عليا في بيته بعشرين مسلح أو خمسين، ويقتحموا داره، ثم يلقوا القبض عليه، ويجروه بحمائل سيفه إلى البيعة !!
لقد كان علي عليه السلام معجزة وأسطورة في القوة والشجاعة، وفي الهيبة والرعب في قلوب الناس.. وأكثر الذين هاجموه في داره كانوا معروفين بالخوف والفرار في عدة حروب..
ولم يكن أحد منهم ولا من غيرهم يجرؤ أن يقف في وجه علي عليه السلام إذا جرد ذا الفقار !!
ولكنهم كانوا مطمئنين أن إطاعته للنبي صلى الله عليه وآله تغلب شجاعته وغيرته، وأنه
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»