آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١٩٥
السلام ولا أحد من شيعته إن النبي صلى الله عليه وآله لم يبلغ، بل قالوا إنه كلم الناس على قدر عقولهم وعلى قدر تحملهم وتقبلهم، وأنه لذلك بلغ عليا عليه السلام أكثر من غيره ، واستودعه علومه كما أمره الله تعالى..
وليس في هذا تهمة بعدم التبليغ، كما زعم القرطبي والقسطلاني. بل هي قول بتبليغ إضافي خاص بعلي والزهراء والحسنين عليهم السلام!
بل إن عليا وشيعته قالوا إن النبي صلى الله عليه وآله قد بلغ الأمة أمورا كثيرة، تتعلق بعترته وغيرهم كما ترى في كتابنا هذا.. فتبليغه عندهم أوسع مما يقول به القرشيون.
ولكن القرشيين يظلمون عليا عليه السلام ويفترون عليه!! في حين تراهم يتغاضون عن تصريح عمر بأن النبي صلى الله عليه وآله لم يبين عدة آيات مثل الكلالة والربا! كما تقدم في آية إكمال الدين! وهي تهمة صريحة للنبي صلى الله عليه وآله بأنه لم يبين ما أنزله الله عليه، وأمره ببيانه لعامة الناس!!
والنتيجة أن الأمر بالتبليغ وامتثاله لا يتنافى مع تخصيص النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام عليها السلام بعلوم عن غيره، لأن ذلك مما أمره بتبليغه له وليس لعامة الناس .. كما لا يتنافى مع التقية التي قد يستعملها النبي صلى الله عليه وآله مع قريش أو غيرها، لأنه مأمور بالعمل بالحكمة لأهداف الإسلام، وبالتقية ومداراة الناس.. ففي الكافي: 2 / 117، عن الإمام الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض.
وفي مجمع الزوائد 8 / 17، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس.
وعن بريدة قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل رجل من قريش فأدناه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقربه، فلما قام قال: يا بريدة أتعرف هذا؟ قلت: نعم، هذا أوسط قريش حسبا، وأكثرهم ذ، ثلاثا. فقلت: يا رسول الله قد أنبأتك بعلمي فيه، فأنت أعلم. فقال: هذا ممن لا يقيم الله له يوم القيامة وزنا.
وقد عقد البخاري في صحيحه أكثر من باب لمداراة الناس، قال في: 7 / 102 باب المداراة مع الناس. ويذكر عن أبي الدرداء إنا لنكشر في وجوه أقوام، وإن قلوبنا لتلعنهم..
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»