، ولا يجوز ذلك على الأنبياء إلا من لم يعرف مقدارهم، ولا يعرفهم حقيقة معرفتهم. وقد قال الله تعالى: والله يعصمك من الناس، وقد أكذب الله من قال: إن يتبعون إلا رجلا مسحورا، فقال: وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا. فنعوذ بالله من الخذلان .
وقال ابن إدريس العجلي في السرائر: 3 / 534:
والرسول عليه السلام ما سحر عندنا بلا خلاف لقوله تعالى: والله يعصمك من الناس. وعند بعض المخالفين أنه سحر، وذلك بخلاف التنزيل المجيد!
وقال المجلسي في بحار الأنوار: 60 / 38:
ومنها سورة الفلق، فقد اتفق جمهور المسلمين على أنها نزلت فيما كان من سحر لبيد بن أعصم اليهودي لرسول الله صلى الله عليه وآله حتى مرض ثلاث ليال. ومنها ما روي أن جارية سحرت عائشة، وأنه سحر ابن عمر حتى تكوعت يده!
فإن قيل: لو صح السحر لأضرت السحرة بجميع الأنبياء والصالحين، ولحصلوا لأنفسهم الملك العظيم، وكيف يصح أن يسحر النبي صلى الله عليه وآله وقد قال الله: والله يعصمك من الناس، ولا يفلح الساحر حيث أتى! وكانت الكفرة يعيبون النبي صلى الله عليه وآله بأنه مسحور، مع القطع بأنهم كاذبون. انتهى.
وممن رد هذه التهمة من السنيين: النووي في المجموع: 19 / 243، قال:
قلت: وأكتفي بهذا القدر من أحاديث سحر الرسول صلى الله عليه وآله.. تنبيه: قال الشهاب بعد نقل في التأويلات: عن أبي بكر الأصم أنه قال: إن حديث سحره صلى الله عليه وسلم المروي هنا متروك لما يلزمه من صدق قول الكفرة أنه مسحور، وهو مخالف لنص القرآن حيث أكذبهم الله فيه.
ونقل الرازي عن القاضي أنه قال: هذه الرواية باطلة، وكيف يمكن القول بصحتها والله تعالى يقول: والله يعصمك من الناس، وقال: ولا يفلح الساحر حيث أتى؟! ولأن تجويزه يفضي إلى القدح في النبوة، ولأنه لو صح ذلك لكان من الواجب أن يصلوا إلى ضرر جميع الأنبياء والصالحين. انتهى.
كما ردها الرازي في تفسيره: مجلد 16 جزء 32 / 187، قال: