. عن عروة بن الزبير أن عائشة أخبرته أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : إئذنوا له فبئس ابن العشيرة أو بئس أخو العشيرة، فلما دخل الآن له الكلام، فقلت يا رسول الله: قلت ما قلت، ثم ألنت له في القول؟! فقال: أي عائشة إن شر الناس منزلة عند الله من تركه أو ودعه الناس، اتقاء فحشه. انتهى.
وفي وسيط النيسابوري 2 / 208:
وقال الأنباري: كان النبي صلى الله عليه وآله يجاهر ببعض القرآن أيام كان بمكة، ويخفي بعضه إشفاقا على نفسه من شر المشركين إليه، وإلى أصحابه... انتهى.
والنتيجة: أننا نحن الشيعة نقول أن النبي صلى الله عليه وآله قد بين للناس كل ما أمره الله ببيانه لهم، وأمره أن يكلمهم حسب عقولهم، فمنهم من لا يتحمل أكثر من البيان العام ومنهم من يتحمل أكثر حسب درجته. وقد كان علي عليه السلام من الدرجة الأولى، وقد أمر الله رسوله أن يبين له أكثر ووهبه قلبا عقولا و لسانا سؤولا وجعله الأذن الواعية لرسوله صلى الله عليه وآله.
والنتيجة ثانيا: أن الذين يتهمون النبي بأنه كتم ولم يبلغ هم غيرنا لا نحن، وهذه صحاحهم تروي عن عمر في آيات الربا والكلالة وغيرها أن النبي لم يبينها للناس مع أنها كانت قانونا مفروضا، وواجب النبي تبليغها!
* * المسألة الثانية: الآية رد على زعمهم أن النبي (ص) قد سحر فقد استدل عدد من علماء الفريقين بالآية على كذب الروايات التي تزعم أن يهوديا قد سحر النبي صلى الله عليه وآله فأخذ مشطه صلى الله عليه وآله وبعض شعره، وجعل فيه سحرا ودفنه في بئر.. وزعموا أن ذلك السحر أثر في النبي صلى الله عليه وآله فصار يتخيل أنه فعل الأمر ولم يفعله! وأنه بقي مدة على تلك الحالة رجلا مسحورا! حتى دله رجل أو ملك أو جبرئيل، على الذي سحره وعلى البئر التي أودع المشط والمشاطة، فذهب النبي صلى الله عليه وآله إلى البئر، ولكنه لم يستخرج المشط منها، لأنه كان شفي من السحر، أو لأنه لم يرد أن يثير فتنة، فأمر بدفن البئر!!
فقد روى البخاري هذه التهمة وهذه القصة الخرافية عن عائشة في خمس مواضع من صحيحه، فقال