، وما منهم رجل إلا وقد وتره وليهم، وإني أخاف، فأنزل الله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) يريد فما بلغتها تامة (والله يعصمك من الناس) فلما ضمن الله (له) بالعصمة وخوفه أخذ بيد علي بن أبي طالب ثم قال : يا أيها الناس من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه. قال زياد: فقال عثمان: ما انصرفت إلى بلدي بشيء أحب إلي من هذا الحديث.
249 - - حدثني علي بن موسى بن إسحاق عن محمد بن مسعود بن محمد قال: حدثنا سهل بن بحر قال: حدثنا الفضل بن شاذان، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة عن الكلبي عن أبي صالح: عن ابن عباس وجابر بن عبد الله قالا: أمر الله محمدا أن ينصب عليا للناس ليخبرهم بولايته فتخوف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقولوا حابى ابن عمه، وأن يطعنوا في ذلك عليه فأوحى الله إليه: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) الآية، فقام رسول الله بولايته يوم غدير خم.
250 - - حدثني محمد بن القاسم بن أحمد في تفسيره قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الفقيه قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن عبد الله البرقي عن أبيه عن خلف بن عمار الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن عباية بن ربعي: عن عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم (وساق) حديث المعراج إلى أن قال: وإني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا وإنك رسول الله، وإن عليا وزيرك.
قال ابن عباس: فهبط رسول الله فكره أن يحدث الناس بشيء منها إذ كانوا حديثي عهد بالجاهلية ، حتى مضى (من) ذلك ستة أيام، فأنزل الله تعالى: فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك، فاحتمل رسول الله صلى الله عليه وآله، حتى كان يوم الثامن عشر أنزل الله عليه (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالا حتى يؤذن في الناس أن لا يبقى غدا أحدا إلا خرج إلى غدير خم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس من الغد فقال: يا أيها الناس إن الله أرسلني إليكم برسالة، وإني ضقت بها ذرعا مخافة أن تتهموني وتكذبوني حتى عاتبني ربي فيها بوعيد أنزله علي بعد وعيد ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها حتى رأى الناس بياض إبطيهما ثم قال: أيها الناس