آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١٩١
وقد اتضح مما تقدم أن العصمة الإلهية الموعودة في الآية، لا بد أن تكون متناسبة مع الخوف منهم، ويكون معناها عصمته صلى الله عليه وآله من أن يطعنوا في نبوته ويتهموه بأنه حابى أسرته واستخلف عترته، وقد كان من مقولاتهم المعروفة أن محمدا صلى الله عليه وآله يريد أن يجمع النبوة والخلافة لبني هاشم، ويحرم قبائل قريش..!! وكأنه صلى الله عليه وآله هو الذي يملك النبوة والإمامة ويعطيهما من جيبه!!
فهذا هو المعنى المتناسب مع خوف الرسول صلى الله عليه وآله وأنه كان يفكر بينه وبين نفسه بما سيحدث من تبليغه ولاية علي عليه السلام.
فهي عصمة في حفظ نبوته عند قريش، وليست عصمة من القتل أو الجرح أو الأذى، كما ادعت الأقوال المخالفة. ولذلك لم تتغير حراسته صلى الله عليه وآله بعد نزول الآية عما قبلها، ولا تغيرت المخاطر والأذايا التي كان يواجهها، بل زادت.
كما ينبغي الالتفات إلى أن القدر المتيقن من هذه العصمة هو حفظ نبوة النبي صلى الله عليه وآله في الأمة وإن ثقلت عليهم أوامره، وقرروا مخالفته. والغرض من هذه العصمة بقاء النبوة، وتمام الحجة لله تعالى.
وهي غير العصمة الإلهية الأصلية للرسول صلى الله عليه وآله في أفعاله وأقواله وكل تصرفاته !
وقد وفى الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وآله بما وعد، فقد أعلن صلى الله عليه وآله في يوم الغدير خلافة علي والعترة عليهم السلام بوضوح وصراحة، ثم أمر أن تنصب لعلي خيمة ، وأن يهنؤوه بتولية الله عليهم.. ففعلوا على كره! ولم يخدش أحد منهم في نبوة النبي صلى الله عليه وآله.
ولكنهم عندما توفي فعلوا ما يريدون، وأقصوا عليا والعترة عليهم السلام!
بل أحرقوا بيتهم وأجبروهم على بيعة صاحبهم!!
* * مسألتان تتعلقان بآية العصمة من الناس يوجد مسألتان ترتبطان بالآية الشريفة، نتعرض لهما باختصار:
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»