آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١٥٤
فريقا كذبوا وفريقا يقتلون. المائدة 64 - 70 موضع الآية في القرآن إذا قلنا بحجية السياق القرآني، فلا بد أن نأخذ في تفسير الآية أمرين: الأول، أنها من سورة المائدة التي هي آخر سورة نزلت من القرآن.
والثاني، أنها وقعت في وسط آيات تتحدث عن أهل الكتاب. وعلى هذا تكون النتيجة: أن الآية تقول للنبي صلى الله عليه وآله: بلغ ولا تخف أهل الكتاب، فنحن متكفلون بعصمتك منهم، فلن يستطيعوا أن يضروك.
ولكن هذا التفسير لا يقبله علماء المسلمين، لا السنة منهم ولا الشيعة! لأنه صلى الله عليه وآله لم يبلغ اليهود والنصارى في الشهرين الذين عاشهما بعد الآية شيئا إضافيا بارزا ، ولأن خطرهم عليه عند نزولها كان قد زال، وقد خضعوا لحكمه! وبذلك ينفتح البحث للسؤال عن مكان الآية، وهل أن هذا مكانها من الأصل؟ أم أنها وضعت هنا باجتهاد أحد الصحابة ؟
نحن لا نقبل القول بوقوع تحريف في كتاب الله تعالى، معاذ الله، لكن ورد أن الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وآله قد اجتهدوا في وضع آيات في سور من القرآن.. والظاهر أن وضع هذه الآية هنا من اجتهاداتهم، أو من المصادفات.
أقوال العلماء السنيين اختلف المفسرون والفقهاء السنيون في سبب نزول الآية وفي تفسيرها، على أقوال عديدة، أهمها سبعة أقوال، أحدها موافق لتفسير أهل البيت عليهم السلام، وستة مخالفة.. ونورد فيما يلي الأقوال المخالفة مع مناقشاتها:
القول الأول يزعم أنها نزلت في أول البعثة، وأن الله تعالى بعث النبي وأمره بتبليغ رسالته فخاف على نفسه إذا بلغ! فامتنع عن تبليغ الإسلام، أو تباطأ! فهدده الله تعالى وطمأنه.
. فقام النبي صلى الله عليه وآله بالتبليغ!
وهذا يعني أن الآية نزلت قبل 23 سنة من نزول سورة المائدة! وقد ذكر الشافعي هذا التفسير بصيغة (يقال) مما يدل على أنه غير مطمئن إليه!
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»