آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١٥٠
صلى الله عليه وسلم مكة انصرف إلى الطائف فحاصرها سبع عشرة أو ثمان عشرة لم يفتتحها ، ثم أوغل روحة أو غدوة، ثم نزل ثم هجر فقال:
يا أيها الناس إني فرط لكم وأوصيكم بعترتي خيرا، وإن موعدكم الحوض. والذي نفسي بيده ليقيموا الصلاة، وليؤتوا الزكاة، أو لأبعثن إليهم رجلا مني، أو لنفسي، فليضربن أعناق مقاتليهم، وليسبين ذراريهم. قال فرأى الناس أنه أبو بكر أو عمر، وأخذ بيد علي فقال : هذا هو.
رواه أبو يعلى وفيه طلحة بن جبر، وثقه ابن معين في رواية، وضعفه الجوزجاني، وبقية رجاله ثقات. انتهى.
وهو تهديد نبوي (لمسلمة) الفتح، له دلالاته الفاضحة لواقعهم ونواياهم، ويكمله تهديد علي عليه السلام لهم بالحرب إن هم أعلنوا ارتدادهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله .
الرابع، أن النبي صلى الله عليه وآله حكم بكفر أصحاب هذا الطلب، ولعمري إن مجرد طلبهم كاف لإثبات كفرهم!
ويؤكده الغضب النبوي وقوله صلى الله عليه وآله (ما أراكم تنتهون يا معشر قريش)، يعني عن الكفر ومعاداة الله ورسوله.
وكذا قوله بأن الله سيبعث عليهم رجلا يضرب أعناقهم على الدين، مما يدل على أنهم ليسوا عليه. بل لا يسكتون عن العمل ضد الإسلام إلا تحت السيف!!
ولكن فقهاء الخلافة يريدون دليلا أكثر لمسا، وقد أعطاهم النبي صلى الله عليه وآله ذلك الدليل الملموس فأبى أن يرد على القرشيين عبيدهم المملوكين، وأخبرهم أنه أعتقهم فصاروا عتقاء الله تعالى!
فلو كان هؤلاء الطلقاء مسلمين، ولو كانت ملكيتهم محترمة، فكيف يجوز للنبي صلى الله عليه وآله أن يعتدي على ملكيتهم ويعتق عبيدهم، وهو أتقى الأتقياء، وهو القائل: لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفسه.. والقائل: إن أموالكم ودماءكم عليكم حرام...
إلخ.
وقد تخبط الفقهاء في هذا الموضوع وحاول بعضهم أن يعد ذلك من خصوصيات النبي صلى الله
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»