آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١٤٩
العمال: 10 / 473! وهو تصريح بأنهم لم يسلموا، ولن يسلموا إلا تحت السيف!!
الثالث، تهديدهم بسيف الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله، علي بن أبي طالب عليه السلام الذي ترتعد منه فرائصهم، لأنهم ذاقوا منه الأمرين، فقد قتل مجموع المسلمين في حروبهم مع قريش نصف أبطالها، وقتل علي وحده نصفهم أو أكثر!
ونلاحظ هنا أن النبي صلى الله عليه وآله كنى عن ذلك الشخص الذي سيبعثه الله على قريش فيضرب أعناقهم على الدين، بأنه أنا أو رجل مني (مجمع الزوائد: 9 / 133) ثم سماه عندما سأله أبو بكر وعمر عنه فقال (أنا أو خاصف النعل - كنز العمال: 7 / 326) وغرضه من هذا الإجمال، أن لا تتصور قريش أن المسألة بعيدة فتطمع في مشروعها! بل ينبغي أن تحتمل أن الأمر قد يصدر غدا إلى علي بغزو مكة وقتل فراعنة قريش!
وغرضه صلى الله عليه وآله من تعبير (مني) أن يبين مكانة علي عليه السلام، وأن تعلم قريش أنه مؤمن وأنه هاشمي، من ذلك الفرع الذي ما زالت تحسده، وتموت منه غيضا!!
فلو أنه صلى الله عليه وآله قال لهم: إن عليا سيقاتلهم على تأويل القرآن بعد ربع قرن ، كما قاتلتهم أنا على تنزيله بالأمس، لطمعوا وقالوا: إذن عندنا فرصة ربع قرن من الزمان ، ولكل حادث حديث!
بل روى في مجمع الزوائد حديثا قال عنه: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح: أن عليا عليه السلام كان يعلن في زمان النبي صلى الله عليه وآله تهديده لقريش، ولكل من يفكر بالردة، بأنه سوف يقاتلهم إلى آخر نفس، وهو عمل وقائي بتوجيه النبي صلى الله عليه وآله لمنع قريش أن تفكر بالردة!
قال في مجمع الزوائد: 9 / 134:
وعن ابن عباس أن عليا كان يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يقول: أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله تعالى. والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت. لا والله.
. إني لأخوه، ووليه، وابن عمه، ووارثه، فمن أحق به مني؟!
وروى في نفس المكان حديثا آخر ينص على أن النبي صلى الله عليه وآله هدد قريشا بعلي عليه السلام بعد فتح مكة مباشرة، قال: وعن عبد الرحمن بن عوف قال: لما افتتح رسول الله
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»