آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١٥٦
: والله يعصمك من الناس، فاستلقى ثم قال: من شاء فليخذلني، مرتين أو ثلاثا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال: لما نزلت: بلغ ما أنزل إليك من ربك، قال: يا رب إنما أنا واحد كيف أصنع يجتمع علي الناس؟! فنزلت : وإن لم تفعل فما بلغت رسالته!. انتهى.
ورواه الواحدي في أسباب النزول: 1 / 139، والطبري في تفسيره: 6 / 198.
وقال النيسابوري في الوسيط: 2 / 208: وقال الأنباري: (كان النبي صلى الله عليه وآله يجاهر ببعض القرآن أيام كان بمكة، ويخفي بعضه إشفاقا على نفسه من شر المشركين إليه وإلى أصحابه...). انتهى.
ويكفي لرد هذه الروايات مضافا إلى أن الآية جزء من سورة المائدة التي نزلت قبيل وفاته صلى الله عليه وآله، أنها روايات غير مسندة، بل هي قول للحسن البصري ومجاهد وابن جريح وأمثالهم، لا أكثر. وستعرف أن الحسن البصري يقصد رسالة معينة، وأنه أخذ هذا التعبير من خطبة النبي صلى الله عليه وآله في يوم الغدير، وخاف أن يرويها على حقيقتها!
رواية (يقال) تتحول إلى رأي يتبناه العلماء!
مع أن المفسرين يعرفون أن الآية نزلت في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وآله، ويعرفون أن تفسيرها بحدث في أوائل البعثة إنما هو قول مفسرين من متفقهة التابعين في العصر الأموي ! أو روايات غير تامة السند! لكن مع ذلك تراهم يفسرونها بهذا الوجه ويقدمون نزول الآية جهارا نهارا ثلاثا وعشرين سنة! ويزداد تعجبك عندما ترى منهم مفسرين محترمين مثل الزمخشري والفخر الرازي! والسبب في ذلك أنهم يريدون الفرار من تفسيرها ببيعة الغدير، ولا يجدون مفرا إلا بأحد أمرين:
إما تفسيرها بأول البعثة والقول بأن النبي صلى الله عليه وآله خاف وتباطأ في تبليغ الرسالة فهدده الله تعالى وطمأنه بالعصمة من الناس!
وإما تفسيرها بروايات رفع الحراسة المزعومة التي لا يؤيدها التاريخ، ولا يساعد عليها نص الآية، كما سترى.
قال الزمخشري في الكشاف: 1 / 659:
والله يعصمك: عدة من الله بالحفظ والكلاءة، والمعنى: والله يضمن لك العصمة من أعدائك
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»