آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١٦٥
عليه وسلم ما زال يحارسه أصحابه، حتى أنزل الله: والله يعصمك من الناس، فترك الحرس حين أخبره أنه سيعصمه من الناس.
وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن الربيع بن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرسه أصحابه، حتى نزلت هذه الآية: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك.. الآية).
انتهى.
ورواه ابن شبة في تاريخ المدينة: 1 / 301، عن عبد الله بن شقيق وعن محمد بن كعب القرظي .
ورواه الطبري في تفسيره: 6 / 199، عن عبد الله بن شقيق.
وابن سعد في الطبقات: مجلد 1 جزء 1 / 113.
والبيهقي في دلائل النبوة: 2 / 180.
* * ويدل على بطلان هذا القول وغيره من الأقوال التي ربطت نزول الآية بالحراسة: أن من المجمع عليه في أحاديث سيرته صلى الله عليه وآله أنه كان يطلب من قبائل العرب أن تحميه وتمنعه مما يراد به من القتل، لكي يبلغ رسالة الله عز وجل، وقد بايعه الأنصار بيعة العقبة على أن يحموه ويحموا أهل بيته مما يحمون منه أنفسهم وأهليهم.. فلو أن آية العصمة نزلت في مكة، لما احتاج إلى شيء من ذلك! وسنذكر في آخر البحث أحاديث طلب النبي صلى الله عليه وآله من الأنصار أن يحموه ويحرسوه.. وأنهم بايعوه على ذلك!
ثم.. إن مصادر الحديث والتفسير والتاريخ مليئة بالروايات التي ذكرت حراسة النبي صلى الله عليه وآله وأنها كانت في مكة والمدينة، خاصة في الحروب، وأنها استمرت إلى آخر حياته صلى الله عليه وآله!
وفي الفصول التي عقدها المحدثون، وكتاب السيرة لحراسته صلى الله عليه وآله وقصصها، وأسماء حراسه وقصصهم.. ما يكفي لرد هذه المقولة!
والعجيب أنك ترى بعضهم يذكر كل ذلك عن الحراسة، ثم يقول إنه صلى الله عليه وآله ألغى الحراسة بعد نزول الآية في مكة قبل الهجرة، أو بعد الهجرة! فتراه كأنه حلف يمينا أن يبعد آية العصمة من الناس عن يوم الغدير!
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»