أما مسألة بني هاشم الذين يسميهم محمد صلى الله عليه وآله العترة والقربى وتنزل عليه فيهم آيات القرآن، ويصدر فيهم الأحاديث، ويجعل لهم خمس ميزانية الدولة.. فلا بد من معالجة أمرهم بكل الطرق الممكنة!
نعم.. هذا ما وصلت إليه قريش التي أعتقها النبي صلى الله عليه وآله من القتل والاسترقاق الفعلي! وهذا ما جازته به في حياته صلى الله عليه وآله!
وقد ساعدها عليه من ساعدها من أصحابه!!
الخليفة عمر المتعصب لقبائل قريش.. يشهد بفسادها!
قال الطبري في تاريخه: 3 / 426:
(عن الحسن البصري قال: كان عمر بن الخطاب قد حجر على أعلام قريش من المهاجرين الخروج في البلدان، إلا بإذن وأجل، فشكوه، فبلغه، فقام فقال: ألا إني قد سننت الإسلام سن البعير، يبدأ فيكون جذعا، ثم ثنيا ثم رباعيا ثم سديسا، ثم بازلا، ألا فهل ينتظر بالبازل إلا النقصان.
ألا فإن الإسلام قد بزل، ألا وإن قريشا يريدون أن يتخذوا مال الله مغويات دون عباده ألا فأما وابن الخطاب حي فلا، إني قائم دون شعب الحرة، آخذ بحلاقيم قريش وحجزها أن يتهافتوا في النار!). انتهى. ورواه في كنز العمال: 13 / 75، وفي تاريخ المدينة لابن شبة: 2 / 779، وفيه: (ألا وإني آخذ بحلاقيم قريش عند باب الحرة أن يخرجوا على أمة محمد فيكفروهم) انتهى. ونحوه في: 2 / 401.
وهذا الموقف من عمر يتضمن عدة أمور، نكتفي بالإشارة إليها:
فهو أولا، كلام زعيم لا يشك أحد في ولائه لقريش، لأنه حمل راية قريش وأحقيتها بخلافة النبي صلى الله عليه وآله في مقابل نبيها، ثم في مقابل الأنصار وبني هاشم! وخاض صراعات شديدة، حتى خلص الخلافة من عترة النبي صلى الله عليه وآله ومن الأنصار وقدمها على طبق إلى قبائل قريش! وسماه زعماؤها: ضمير قريش!
وهو ثانيا، شهادة منه بحق المهاجرين القرشيين بأنهم أناس مضلون، يجب أن يحبسوا في المدينة حتى لا يضلوا المسلمين ويخرجوهم من الإسلام!!
وهذا الشهادة من عمر في القرشيين المسلمين، تؤكد شهادة النبي صلى الله عليه وآله بأنهم