... فإن قلت: أين ضمان العصمة، وقد شج في وجهه يوم أحد؟!... قلت المراد: أنه يعصمه من القتل! وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله: بعثني الله برسالته فضقت ذرعا ، فأوحى الله إلي إن لم تبلغ رسالاتي عذبتك، وضمن لي العصمة فقويت. انتهى. ونحوه في الوسيط: 2 / 208.
وقال الرازي في تفسيره: مجلد 6 جزء 12 / 48 - 50:
(يا أيها الرسول بلغ... روي عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن الله بعثني برسالته فضقت بها ذرعا وعرفت أن الناس يكذبوني، واليهود والنصارى، وقريش يخوفوني فلما أنزل الله هذه الآية، زال الخوف بالكلية...
في قوله: والله يعصمك من الناس سؤال: وهو كيف يجمع بين ذلك وبين ما روي أنه شج وجهه ، وكسرت رباعيته؟
والجواب من وجهين: أحدهما أن المراد يعصمه من القتل... وثانيها: أنها نزلت بعد يوم أحد). انتهى.
وقد خان الرازي الأمانة في النقل، فأضاف في نقله عن الحسن البصري (اليهود والنصارى )، لأنه يريد تفسير الآية بالعصمة من اليهود والنصارى، ويبعدها عن قريش!! ولا نلومه على حبه لقريش خاصة لجده أبي بكر بن أبي قحافة، ولكن نطالبه بالأمانة العلمية! فالمصادر التي نقلت هذا القول عن البصري لم يرد فيها ذكر لليهود والنصارى! وستعرف أن البصري أخذ روايته من حديث الغدير!!
أما ابن كثير فقد زاد على الرازي وغيره كعادته! قال في البداية: 3 / 53: (روى ابن أبي حاتم في تفسيره، عن أبيه، عن الحسن بن عيسى بن ميسرة الحارثي، عن عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث قال: قال علي : لما نزلت هذه الآية: وأنذر عشيرتك الأقربين، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : إصنع لي رجل شاة بصاع من طعام وإناء لبنا، وادع لي بني هاشم، فدعوتهم وإنهم يومئذ لأربعون غير رجل، أو أربعون ورجل، فذكر القصة نحو ما تقدم، إلى أن قال: وبدرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلام فقال: أيكم يقضي عني ديني ويكون خليفتي في أهلي؟ قال فسكتوا وسكت العباس خشية أن يحيط ذلك بماله، قال: وسكت أنا لسن العباس.