عليه وآله.
ولكن كيف يصح أن يكون من خصوصياته وامتيازاته صلى الله عليه وآله أن يعتدي على ملكية المسلمين المحترمة؟!!
أثر هذه الحادثة على قريش الظاهر أن هذه الحادثة كانت آخر محاولات قريش لانتزاع اعتراف النبي صلى الله عليه وآله باستقلالها السياسي، ولو بصيغة التحالف معه صلى الله عليه وآله، أو بصيغة الحكم الذاتي تحت لواء دولته!
فهل سكتت قريش بعد هذه الحادثة؟
الذين يقرؤون التاريخ المكتوب بحبر الخلافة القرشية، ويؤمنون بالإسلام المفصل بمقصات رواتها.. يقولون: من المؤكد أن قريشا تابت بعد هذه الحادثة وأسلم زعماؤها وأتباعهم وحسن إسلامهم، وتصدقوا وأعتقوا وحجوا، وأكثروا من الصوم والحج والصلاة!
ولكن النبي الصادق الأمين قال (ما أراكم تنتهون يا معشر قريش)!!
وطبيعة قريش، وطينة زعامتها تؤكد أنهم واصلوا العمل على كل الجبهات الممكنة!! لكنهم تراجعوا في ذلك الموضوع رأوا أن حديدة النبي صلى الله عليه وآله حامية، وأن التفكير بالاستقلال السياسي عنه صلى الله عليه وآله تفكير خاطئ، وأن محمدا لا يقعقع له بالشنان ، فهو من علياء هاشم وذروة شجعانها، ومعه ابن عمه قتال قريش ومجندل أبطالها، ومعه الأوس والخزرج الذين تجرؤوا لأول مرة في تاريخهم على حرب قريش، وقتلوا من أبطالها!
!
تراجع عند قريش منطق الاستقلال السياسي عن محمد صلى الله عليه وآله لكن تأكد عندها المنطق القائل إن دولة محمد شملت كل المنطقة، وهي تتحفز لمقارعة الروم والفرس، وقد وعد محمد المسلمين بذلك وتطلعوا إليه.. فلا معنى لأن تطالبه قريش بحكم مكة ومن أطاعها من قبائل العرب!
إنه لا بد من التأقلم مع الوضع الجديد، والعمل الجاد بالسياسة وبالعنف المنظم، لكي ترث قريش كل دولة محمد صلى الله عليه وآله! فمحمد من قريش، وقريش أولى بسلطان ابنها ، ولا كلام للأنصار اليمانية، ولا لغيرهم من القبائل.